اخبار اليمن الان | ”اسمها ”فارعة”.. قلادة طفلة يمنية عمرها 2000 عام تظهر فجأة في أمريكا!”

كشف الباحث اليمني المتخصص في الدراسات الأثرية والحضارية، عبدالله محسن، عن ظهور قلادة ذهبية فريدة من نوعها تعود إلى حضارة قتبان الجنوبية القديمة، في سوق الآثار التجارية بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن كانت محفوظة ضمن مقتنيات متحف سميثسونيان الوطني للفن الآسيوي في واشنطن العاصمة منذ خمسينيات القرن الماضي.
وأوضح محسن، في منشور موسّع عبر حسابه على منصة “فيسبوك”، أن القلادة النادرة تعود تاريخياً إلى الفترة الممتدة بين القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، أي تناهز الـ2000 عام، وتمثّل نموذجًا مذهلًا من الفن والصناعة الذهبية الدقيقة التي ازدهرت في جنوب الجزيرة العربية قبل الميلاد.
وتُعد القلادة تحفة فنية بامتياز، حيث تتألف من سلسلة قصيرة مزينة بخرزات ذهبية كروية مجوفة، تُحيط بقلادة خارجية على شكل هلال، نقش عليه بخط نبطي قديم اسم مالكتها الأصلية: “فارعة”، وهو ما يُعد دليلاً نادرًا على التسمية الشخصية في المجتمعات القديمة بجنوب اليمن.
كما تضم القلادة حلقة داخلية دائرية صغيرة تمثل وجهًا بشريًا بارز المعالم، يُعتقد أنه يحمل دلالات رمزية تتعلق بالحماية أو الطقوس الدينية، في إشارة إلى تداخل الفن بالمعتقدات في الثقافة القتبانية. وتأتي حواف الهلال الخارجي مزينة بـحبيبات ذهبية دقيقة، تعكس مستوى عالٍ من المهارة الحرفية والدقة الهندسية التي وصل إليها الصائغون القدماء في اليمن.
وأشار الباحث إلى أن المقاييس الصغيرة للقلادة تشير إلى أنها كانت مخصصة لطفلة صغيرة، ربما من الطبقة الأرستقراطية، وأن استخدامها كان يتجاوز الزينة إلى أغراض روحية ووقائية، كوسيلة “لطرد الأرواح الشريرة” أو حماية الحامل منها، وفقًا للمعتقدات السائدة آنذاك.
لكن ما أثار قلق محسن هو ظهور هذه القطعة الأثرية النادرة في سوق تجارة الآثار غير المشروعة، بعد أن كانت محفوظة في متحف رسمي، ما يطرح تساؤلات جادة حول طريقة خروجها من المتحف، وهل تم نقلها بشكل قانوني أم أنها تعرضت للتهريب أو التفريط في حمايتها.
وأكد محسن أن هذا الحدث يُعد مؤشرًا خطيرًا على تزايد ظاهرة تهريب التراث اليمني الثمين، لا سيما في ظل الظروف الأمنية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد، ما يجعل المقتنيات الأثرية عرضة للسرقة والاستغلال التجاري، خارج أي إطار قانوني أو أخلاقي.
وأعلن الباحث عن نيته زيارة متحف سميثسونيان قريبًا للاطلاع على القلادة عن قرب، ودراسة مكوناتها بدقة، وتوثيقها علميًا من حيث المواد، والتقنيات المستخدمة في صناعتها، ومقارنتها بمقتنيات أخرى من حضارة قتبان، بهدف إدراجها في دراسات أكاديمية مستقبلية، ورفع الوعي بأهميتها الحضارية.
وأضاف محسن أن مثل هذه الكشفيات تُذكّر بأهمية الحفاظ على التراث اليمني، وضرورة تضافر الجهود الدولية والمحلية لوقف الاتجار غير المشروع بالقطع الأثرية، داعيًا الجهات المعنية في اليمن والمنظمات الدولية مثل اليونسكو إلى تفعيل آليات الرقابة، وتوثيق المقتنيات المفقودة، ومطالبة المتاحف الأجنبية بمراجعة مصادر اقتناء مقتنياتها.
يُذكر أن حضارة قتبان كانت واحدة من أبرز الحضارات القديمة في جنوب شبه الجزيرة العربية، وازدهرت في منطقة “وادي بيحان” و”بيحان” و”حريضة” في شرق اليمن، وعرفت بتجارة البخور واللبان، وامتلاكها لنظام كتابة متطور، وفنون معمارية ونحتية متميزة، تُعد جزءًا أصيلًا من الهوية التاريخية للشعب اليمني.
ويعتبر اكتشاف هذه القلادة، حتى وإن كان في سياق مقلق، فرصة لتسليط الضوء على عظمة الحضارات اليمنية القديمة، وضرورة إعادة قراءة تاريخ اليمن كمركز حضاري عالمي، لا كدولة تعاني من أزمات حديثة فقط.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة :
المشهد اليمني، ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وإنما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني، ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكره.