اخبار سوريا : نجاح بطعم الفقد: طلاب تفتقد فرحتهم لضحكة الأب الغائب

×
في لحظة طال انتظارها، امتلأت وجوه الطلاب الناجحين في شهادة التعليم الأساسي (الصف التاسع) بالفرح والفخر، لكن خلف تلك الابتسامات، بقيت قلوب كثيرة تنبض بالحزن بصمت، وعيون تترقب حضوراً لن يأتي.
بينما احتفل الأهل والأحبة بنجاح أبنائهم، جلس بعض الطلاب في صمت، يتمنون لو كان آباؤهم، الذين فقدوهم بسبب الحرب، إلى جانبهم، يشاركونهم فرحة النجاح التي طالما حلموا بها، يفخرون بهم أمام المهنئين، ويثنون على جهودهم طوال العام الدراسي، إلا أن الموت والفقد حال بينهم وبين أمنيتهم.
تُعدُّ فرحة النجاح من أجمل الأشياء التي ينالها الطالب بعد شهور من التعب والدراسة والاجتهاد والانتظار، وهذه الشعور ذاق طعمه 49 بالمئة من الطلاب في سوريا مؤخراً بعد صدور نتائج التاسع لهذا العام، إلا فرحة النجاح كانت ناقصة لدى البعض وخاصة من فقدوا ٱبائهم نتيجة الحرب وظروفها.
عاش بعض أولئك الطلاب مشهداً منقوصاً، في لحظة إعلان النتائج، في حالة اختلطت فيها فرحة النجاح بغصّة الفقد. فبينما يعلو التصفيق وتنهال التهاني، يتسلّل إلى قلب الناجح شعور بالوحدة والحرمان، لأن من كان يجب أن يكون أول من يحتضنه ويبارك له… غائب.
غياب الأب الشهيد أو المعتقل في هذه اللحظة بالذات يفتح جرحاً عميقاً، ويجعل الفرح مشوباً بالحزن، جعلت البعض من الناجحين يشعرون بأنهم حُرموا من أبسط حقوقهم العاطفية، من كلمة “أنا فخور بك”، من نظرة رضا، من حضن يُنسيه تعب الدراسة وسهر الليالي.
منهم من بكى سراً لا فرحاً، بل شوقاً لمن كان يتمنى أن يراه في هذا اليوم. هذا الأثر النفسي لا يُرى بالعين، لكنه يُحفر عميقاً في الوجدان، ويبقى طويلاً كذكرى ممزوجة بالألم والحنين. هناك من تمنت أن ترى الفرحة بعيون والدها، وأن يمدحها بين أفراد العائلة والأقارب، مثنياً على جهودها وتعبها طوال العام. كانت تنتظر تلك اللحظة التي يربّت فيها على كتفها بفخر. لكن غيابه ترك في قلبها فراغاً لا تملأه التهاني، وجعل فرحتها خافتة.
وهناك من تمنى أن يكون والده أول شخص يسمع نبأ نجاحه، ويهرع إليه ليحتضنه، ويقدّم له هدية طالما حلم بها، ويعامله بافتخار وتقدير أمام الأقارب والجيران والمعارف، كما كان يتخيّله دائماً في أحلامه الصغيرة. وتمنّى أن يسمع كلمات الثناء من فمه، وأن يراه يرفع رأسه به أمام الآخرين.
أكد الطلاب الذين تحدثنا معهم أن غياب الأب كان من أبرز العقبات التي واجهتهم في مسيرتهم التعليمية، إذ حرمهم من وجود السند والداعم الأول، وأفقدهم القدرة على تأمين بعض الاحتياجات الأساسية التي كان يمكن أن تسهّل طريقهم نحو النجاح. ومع ذلك، لم يكونوا على هامش المشهد، بل قاوموا تلك الظروف بإصرار، واستمدّوا قوتهم من حبّهم العميق لآبائهم الغائبين.
فرحة النجاح لهؤلاء الطلاب كانت مختلفة، لأنها وُلدت من قلب المعاناة والفقد. رغم الغياب والألم، تجاوزوا التحديات وأثبتوا أن إرادة أبناء الشهداء والمعتقلين لا تنكسر، وأنهم مستمرون في تحقيق أحلام آبائهم وبناء مستقبل يُليق بتضحياتهم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة شام الإخبارية , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من موقع شام الإخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.