“2 ديسمبر” توثق انتهاكات الحوثي: أسبوع من القمع والجرائم ضد المدنيين في المناطق المنكوبة

تُواصل مليشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب سلسلة من الانتهاكات الممنهجة ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، في سياق حملة قمعية لا تعرف هوادة، يدفع السكان ثمنها الباهظ بشكل يومي.
ورصدت وكالة “2 ديسمبر” أبرز الجرائم التي ارتكبتها المليشيا خلال الأسبوع الماضي، والتي تنوعت بين القتل والاختطاف والتعذيب، إلى جانب استهداف النساء والأطفال، ونهب الممتلكات العامة والخاصة، والتضييق المستمر على الحريات المدنية والإعلامية.
قتل وإصابة أطفال ونساء
لم تسلم النساء والأطفال من الانتهاكات الجسيمة للمليشيا، ففي محافظة الجوف، وتحديدًا في مديرية المتون، أقدم القيادي في المليشيا الإرهابية “عبدالله صالح الغويبي” على قتل الطفل “بدر حسين عيدان” من أبناء قرية القصبة بدم بارد بسبب قنينة مياه.
تقول مصادر محلية؛ إن المشرف الحوثي الغويبي وجه سلاحه نحو الطفل بدر عيدان، وأطلق عليه ثلاث رصاصات اخترقت جسده، بسبب رفض الطفل تلبية أمر بإحضار عبوة مياه.
وتضيف المصادر ذاتها أن هذه الجريمة سبقتها جريمة أخرى أقدم فيها الغويبي على إطلاق النار على طفل آخر في منطقة الارتاب الشهلا بمديرية برط العنان، إلا أن الطفل نجا حينها دون إصابة.
أما في محافظة ذمار، فقد أُصيبت امرأة وطفل إثر حملة مسلحة شنتها المليشيا على منزل أحد المواطنين في منطقة الأعماس بمديرية الحدا، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة وسط حالة غضب واحتشاد قبلي رفضًا لـ”الاعتداء السافر على الحرمات”.
وأصدرت المليشيا الحوثية الإرهابية أوامر لعناصرها باقتحام منزل المواطن المنتمي إلى قبيلة العبادلة، بزعم كونه “مطلوبًا أمنيًا”، وأطلقت النار بشكل عشوائي داخل المنزل، ما أدى إلى إصابة امرأة وطفل كانا بداخله، إلى جانب إصابة أحد عناصر المليشيا خلال الاشتباك مع صاحب المنزل.
في العاصمة المختطفة صنعاء، أقدم عنصران من المليشيا على الاعتداء بالضرب الوحشي على الطفل “ضياء خالد العامري” في سوق القادسية، في جريمة وثقها مقطع مرئي متداول أثار موجة غضب واستنكار واسع.
مقطع الفيديو وثق لحظة قيام العنصرين بركل الطفل -وهو من منطقة “بُرَع” بمحافظة الحديدة، ويعمل مع أسرته في صنعاء لإعالة أهله- بقسوة في وجهه وأجزاء من جسده، وهو ملقى على الأرض دون حيلة، وسط مرأى المارة دون تدخل.
في محافظة تعز، أُصيب طفل يتيم يُدعى “عبدالرحمن صادق البعداني” بشظايا قذيفة هاون أطلقتها المليشيا على حي تبة الوكيل شمالي المدينة، ما أدى إلى فقدانه إحدى عينيه.
قصف واستيلاء على المنازل
استهدفت مليشيا إيران بالأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة قرى ومنازل المدنيين في منطقة مريس بمحافظة الضالع، ما أدى إلى إصابة الشاب جمال عبدالله صالح حسن (24 عامًا) بعيار ناري في يده اليسرى.
وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة الانتهاكات المستمرة التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين في مناطق التماس.
وفي محافظة إب، استولى القيادي الحوثي المدعو “النوعة” بالقوة على شقة سكنية ملحقة بجامع مصعب بن عمير في مدينة إب، واعتقل شقيقي مستأجر الشقة- وهو مغترب في السعودية- قبل أن يفرج عنهما بعد إجبارهما على توقيع التزام بإخراج زوجة شقيقهما وأطفاله من السكن.
وتشير مصادر محلية في إب إلى أن الجامع لا يتبع هيئة الأوقاف، بل تم بناؤه من جهة خاصة تحتفظ بحق التصرف في مرافقه، ما يجعل الاستيلاء على الشقة انتهاكًا صارخًا للملكية الخاصة والقوانين النافذة.
تصفية شيوخ
أقدمت المليشيا على تصفية الشيخ القبَلي علي صلاح جتوم، أحد وجهاء قبائل سفيان، في كمين مسلح على الطريق الرابط بين محافظتي صعدة وعمران، حيث أطلقت عليه النار حتى أردته قتيلا.
وتشهد المناطق المنكوبة بالمليشيا الحوثية تصاعدًا في تصفيات واعتداءات تستهدف مشايخ القبائل والشخصيات الاجتماعية، في إطار محاولات الحوثيين إحكام قبضتهم وفرض مشروعهم الطائفي.
فرض جبايات وسياسات إفقار
في العاصمة المختطفة صنعاء، عينت المليشيا شخصية نافذة تُدعى محمد أحمد الجمل كمستثمر وهمي يتحكم بسوق مادة “النيس”، عبر فرض أسعار ومرتفعة، وفرض رسوم باهظة على سائقي الشاحنات تحت مسميات متعددة منها “الزكاة”، و”الركاز”، و”رسوم المجالس المحلية”، و”تحسين الطرق”.
ولجأت المليشيا إلى استحداث نقاط تفتيش جديدة ومنعت مرور الشاحنات ما لم تكن حاصلة على تصاريح من مكتب الجمل، في خطوة اعتبرها السائقون محاولة لإجبارهم على القبول بالأمر الواقع.
وفي المقابل، يواصل أصحاب الكسارات وسائقو الشاحنات في مديريات شمال العاصمة المختطفة صنعاء إضرابًا شاملًا واعتصامًا مفتوحًا منذ أكثر من أسبوعين، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”نظام جباية قسري” تفرضه المليشيا، التي أقدمت مؤخرًا على تطويق مخيم الاعتصام مهددة باقتحامه.
اختطاف وتضييق على الحريات
في محافظة الضالع، تقول مصادر محلية؛ إن الحالة الصحية للناشط الاجتماعي نجران مسعد الشوكي تدهورت داخل سجن استحدثته المليشيا في قسم شرطة بمنطقة القرين، بعد أسبوع من اختطافه، نتيجة معاناته من أمراض مزمنة.
القيادي في المليشيا “علي عبدالله السماوي”، المنتحل صفة مدير البحث الجنائي في قعطبة، اتهمته مصادر حقوقية بالوقوف خلف عملية الاختطاف، على خلفية منشور نقدي نشره الشوكي على صفحته في “فيسبوك” يتهم فيه السماوي بالفساد.
كما تعرض سامي الكلابي، الموظف في مكتب المبعوث الأممي لليمن والمختطف في سجون المليشيا بصنعاء منذ يونيو 2024، لوعكة صحية خطيرة نتيجة التعذيب المستمر، حيث يعاني من ألم العصب الخامس في الوجه ويتطلب خروجه الفوري للعلاج.
ويُعتقد أن إصابته ناجمة عن تعذيب مباشر باستخدام الصدمات الكهربائية أو الضغط على مناطق حساسة في الوجه.
وفي محافظة ذمار، أجبرت المليشيا مركز “صقر للإعلام والتدريب”، الذي أسسه الصحفي “صقر عبدالله أبو حسن” قبل نحو عامين، على التوقف عن العمل بسبب الاستدعاءات المتكررة والمضايقات المستمرة التي تمارسها المليشيا الإرهابية، في انتكاسة جديدة للحريات الإعلامية.
ويعكس إغلاق المركز مناخ القمع الذي يواجهه الصحفيون والمؤسسات الإعلامية المستقلة، وسط تصاعد الانتهاكات بحق الإعلاميين ومصادرة المنصات والأنشطة التدريبية تحت ذرائع أمنية.
كما أجبرت سياسات المليشيا الحوثية الإرهابية ضد القطاع التجاري رجل الأعمال فاروق الكندي، مالك سلسلة مطاعم “كباب الكندي”، على إغلاق مشروعه الجديد في صنعاء بعد عام ونصف العام من التجهيزات، مع إعلانه عزمه إغلاق الفرع الرئيسي في حي الصافية، منهيًا بذلك نشاطًا تجاريًا امتد لأكثر من 15 عامًا.
وتعرض الكندي- بحسب مصادر مقربة- لمضايقات متواصلة من جهات حوثية، شملت أمانة العاصمة ومكاتب الضرائب والصحة والأشغال، حيث فُرضت عليه إتاوات باهظة وعراقيل ممنهجة، وهو ما أكده المحامي وضاح قطيش، مشيرًا إلى أن ما تعرض له الكندي يأتي ضمن سياسة ممنهجة تنتهجها المليشيا ضد المستثمرين، مؤكدًا أن بيئة الأعمال في صنعاء باتت طاردة في ظل غياب الحماية القانونية وانتشار الابتزاز.
منح شهادات جامعية لقيادات حوثية
كشفت مصادر أكاديمية عن تجاوزات جسيمة في جامعة إب، تمثلت في منح شهادات جامعية لعدد من قيادات المليشيا دون استيفاء الشروط الأكاديمية، حيث تم تسجيلهم في كلية القانون رغم عدم حضورهم المحاضرات أو أدائهم للامتحانات.
مصادر أكاديمية اتهمت عمادة الكلية بالتورط في التلاعب بكشوفات الحضور والدرجات، عبر تسليم أعضاء هيئة التدريس قوائم مزورة، ما أتاح تمرير أسماء القيادات الحوثية ضمن السجلات الدراسية، بهدف تمكينهم من الحصول على مؤهلات جامعية مزيفة.
الإفراج عن عصابة متهمة
في محافظة عمران، أفرج القيادي في المليشيا الحوثية “أمين المداني”، المقرب من زعيم المليشيا، عن عصابة متهمة بارتكاب اعتداءات بناءً على مذكرة من القيادي “أبو آلاء جعفر”، ما أثار غضبًا واسعًا في أوساط المواطنين.
كما سبق للمداني التدخل في الإفراج عن متهم بقتل المواطن “علي صلاح باكر الوروري”، في حين أشرف قيادي حوثي آخر على تفجير منازل تعود لأسرة الوروري في مديرية قفلة عذر، بذريعة رفضهم إرسال أبنائهم للقتال.
وتسعى مليشيا الحوثي الإرهابية عبر هذه الممارسات إلى فرض سيطرتها الكاملة من خلال القمع والبطش، مستهدفة مشايخ القبايل، والشخصيات الاجتماعية، والمستثمرين، والناشطين، في إطار مشروع طائفي قمعي يعمق معاناة المدنيين ويفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.