وفاة المطرب السوري بسام حسن.. رحيل غاضب وصامت

“آثرتُ الابتعاد بإرادتي، احتراماً لفني الذي هو حصيلة عمري الفني، ولكوني غير ميّال للتفاؤل”، تلك كانت آخر تصريحات المطرب السوري بسام حسن الذي رحل مساء أمس الأربعاء، وفي داخله شيء من الغضب والعتب على شركات الإنتاج ووسائل الإعلام.
ويعتبر حسن، من رعيل الفنانين الكلاسيكيين، الذين راهنوا على الكلمة واللحن، قبل أن تخطف المشهد، فورة الأغنيات الحديثة الموصوفة بالاستسهال وسرعة التسويق، بفعل انتشار الفضائيات واكتساح تقنيات السوشيال ميديا.
وبدأ المطرب بسام حسن، مسيرته الفنية في ثمانينيات القرن الماضي، واشتهر بصوته الدافئ وحضوره المتفرد، لكنه اتجه لاحقاً نحو التلحين والتأليف الموسيقي، فكتب الكثير من كلمات أغانيه ولحنها، كما تعاون مع نخبة الملحنين السوريين والعرب.
وتحضر في قائمة أغنيات المطرب الراحل بسام حسن، أسماء ملحنين عرب لامعين، مثل بليغ حمدي وسيد مكاوي وفاروق سلامة، إضافة إلى سمير حلمي وعبد الفتاح سكر وإبراهيم جودت وأمين الخياط ورضوان رجب وماجد زين العابدين وحسين زهرة وصديقي دمشق وفاهي دامرجيان ويوسف العلي.
وتعتبر أغنية “بالهداوة”، التي لحنها الموسيقي سمير حلمي، أولى إطلالات المطرب بسام حسن في الثمانينيات، عبر الإذاعة والتلفزيون السوري، حيث رسمت تلك الأغنية، معالم تجربته اللاحقة، وطبعتها بالجدية والإغراق في محاكاة المشاعر.
وخلال السنوات اللاحقة، اشتغل حسن على منوال أغنية “بالهداوة”، فقدم أغنيات لم تقل شهرة عنها، مثل: “كلمني”، و”دقوا الأحباب على الباب”، و”كل مرة لما وعدك” و”هدي الخطاوي”، و”جنون جنون”، و”صوتك حلو”، و”حلوة الدنيا”.. وغيرها.
ولم تستطع أغنيات الراحل بسام حسن، النجاة من أسلوب الأغنية الملتزمة التي درجت بداية الثمانينيات، فتسللت إلى أغنياته العاطفية.
ويعترف حسن، في حواراته، بالتزامه الجدية والرصانة في الكلمات واللحن، ويشرح جماليات غناء وتلحين القصيدة العربية الكلاسيكية، التي عانت كثيراً في مواجهة الأغنيات الهابطة أو أغنيات “الطقطوقة”، بفعل تبني شركات الإنتاج والدعم الإعلامي.

وباعتباره جمع مواهب الغناء وكتابة الكلمات والتلحين، شارك الراحل حسن، بتلحين أغنياته التي لحنها آخرون، عبر الاقتراح واستعراض الخيارات، ويستثني من ذلك تجربته مع الموسيقار بليغ حمدي الذي لحن له أغنية “دقوا الأحباب ع الباب”، وغيرها.. ويقول حسن: “الجدية والعمق، لم تعد من صفات الفن في هذا العصر، وربما تتحمل المسؤولية في ذلك وسائل الإعلام وشركات الإنتاج وطبيعة المزاج العام”.
وتظهر في لقاء الراحل بسام حسن الأخيرة، مستويات كبرى من الخذلان، لكنه يرفض وصف تجربته بالمتميزة، تاركاً للنقاد تقييمها بشكل موضوعي. لكنه يبدي رضاه عما قدمه من إنتاج، انطلق فيه من قناعاته الجمالية التي لم يغيرها خلال تاريخه الفني الذي استمر قرابة 40 عاماً.
وصارع الراحل بسام حسن، المرض فترة طويلة من الزمن، ولم يكن بإمكانه النجاة من النهايات التراجيدية التي طبعت مسيرة الكثير من المبدعين العرب، فرحل في أحد مشافي دولة الإمارات العربية، وقد نعته ابنته الإعلامية رشا، ونقابة الفنانين بدمشق.
وكتب المخرج الياس الحاج عن رحيله “انتماؤه صريح لفن الزمن الجميل في عوالم شجون روحه.. كان طموحه غير محدود، وفلسفته الدائمة للواقع بين الفن والحياة.. وأكثر من ذلك عمق تأثره بعبد الحليم حافظ وكأنه قطعة من قلبه وصوته”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.