توفي اليوم الأحد، الفنان المسرحي والكوميدي الجزائري الكبير حمدان بومعد، ابن مدينة مليانة في ولاية عين الدفلى غرب العاصمة الجزائر، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

ويُشكل رحيل الفنان بومعد خسارة كبيرة للوسط الفني الجزائري، الذي فقد أحد أبرز أعمدته في مجال المسرح والكوميديا، إذ تمتد مسيرته الفنية لأكثر من ثلاثة عقود.

وأكدت مصادر إعلامية جزائرية أن الفنان الراحل عانى ظروفا صحية صعبة مُنذ أكثر من 10 أعوام، ألزمته الفراش، وجعلته يتوارى عن الأضواء، لافتة إلى أنه ناشد الجهات المختصة في الجزائر مُنذ سنوات للنظر في حالته الصحية دون تحرك سريع أو تكريس الاهتمام إلى وضعه الصحي.

ولقيت صوره الأخيرة، التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو جالس على كرسي متحرك في وضعية صحية صعبة، تفاعلًا كبيرًا من قبل محبيه الذين عبّروا عن حزنهم لفقدان هذا الفنان الكبير، الذي عانى المرض لسنوات طويلة.

إرث فني كبير

وترك الراحل حمدان بومعد وراءه إرثًا فنيًا زاخرًا من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، التي أسهمت في إثراء الفن الجزائري، حيث قدم العديد من الأدوار التي أضحكت الجمهور، وكان له حضور مميز على خشبة المسرح وفي شاشات التلفزيون والسينما.

وعُرف حمدان بومعد بحسه الفكاهي الفريد، الذي أثرى به العديد من الأعمال الفنية، حيث كان يتمتع بقدرة استثنائية على تقديم أدوار كوميدية تجمع بين البساطة والعمق، ما جعله واحدًا من أكثر النجوم المحبوبين في الجزائر.

بصمة بارزة

كان الراحل حمدان بومعد من رواد المسرح الجزائري، حيث نشأ وعاش بداياته الفنية في هذا المجال، ومن أشهر أعماله المسرحية، التي لاقت صدى واسعًا بين الجمهور الجزائري، مسرحيتا “الملك يموت” و “بيت النار”، حيث قدم فيهما أدوارًا أثبتت براعته وموهبته الفائقة في فن التمثيل.

ولم يقتصر إبداع حمدان بومعد على المسرح فقط، بل سجل أيضًا حضورًا قويًا في الدراما التلفزيونية، حيث قدم العديد من الأدوار البارزة في مسلسلات محورية مثل “البذرة”، “معاناة امرأة”، “الامتحان الصعب”، “اللاعب”، و”براءة للبيع”، وكانت أدواره في هذه الأعمال تميزت بالقوة والصدق، ما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب المشاهدين.

كما قدم الراحل إسهامات مميزة في السينما الجزائرية عن طريق مشاركته في أفلام مثل “مال وطني” وغيرها من الأعمال السينمائية التي ساهمت في إبراز موهبته التمثيلية وقدرته على تجسيد مختلف الشخصيات.