“وجبات الانتقام”.. لماذا يلجأ الآباء لتناول الطعام سرا؟

انتشرت مؤخرا ظاهرة جديدة بين الآباء تُعرف بـ “وجبات الانتقام”، وهي شبيهة بسلوك تأجيل النوم الانتقامي، حيث يسهر الآباء ليلًا للحصول على بعض الوقت لأنفسهم. لكن في هذا السياق، توفر وجبات الانتقام لحظات قصيرة من الاستقلالية في يوم مزدحم بالمهام. وقد تكون هذه الوجبات السرية مجرد حلوى في السيارة، أو وجبة سريعة في الطريق، أو برغر يتم التهامه بسرعة في ساعات الليل المتأخرة.
“ضغط نفسي وإرهاق عاطفي”
ويقول خبراء الصحة النفسية لموقع “بيرنتس” المهتم بصحة الأم والطفل، إن هذا السلوك ناتج عن الإهمال المزمن للذات. وتوضح أليسون كيرتس، وهي مستشارة صحة نفسية، أن هذه العادة تشبه دورة تقييد الأكل ثم الشراهة، الناتجة غالبا عن الضغط النفسي وتجاهل الجوع أو الإرهاق العاطفي. كثير من الآباء يفضلون تلبية احتياجات أطفالهم الغذائية، على حساب تغذيتهم الخاصة.
وأظهر استطلاع أُجري عام 2025 أن 80٪ من الآباء يضعون صحة أطفالهم أولًا، بينما يتأخرون هم في الأكل أو يتخطون الوجبات؛ ما يؤدي إلى نوبات أكل سرية في نهاية اليوم.
وغالبا ما يُعد الآباء أكثر من وجبة لتلبية متطلبات الأطفال الغذائية، ومع ذلك، لا يسمح سوى 39٪ منهم لأطفالهم بتناول الوجبات السريعة بانتظام.
المفارقة أنهم أنفسهم يلجؤون لهذه الأطعمة بشكل خاص لتخفيف التوتر. ويصف الطبيب النفسي تشارلز سويت هذا السلوك بأنه “رعاية ذاتية تفاعلية”، أي وسيلة للتعامل مع الإرهاق العاطفي.
ويؤكد الخبراء أن هذه العادة ليست نفاقا، بل استجابة للشعور بالتجاهل والإرهاق. وتشير أخصائية الرضاعة، آمبر جين، إلى أن كثيرا من الأمهات الجدد لا يتناولن ما يكفي من الطعام، ويعتمدن على الكافيين والوجبات الخفيفة؛ ما يؤدي لاحقا إلى نوبات أكل غير منظمة عند أول فرصة للراحة.
كيف تكسر هذه العادة؟
ويشير الخبراء إلى أهمية كسر هذه الدورة من خلال تغييرات بسيطة وواعية، مثل تناول وجبات مغذية في وقت مبكر من اليوم، والتفكير في الأسباب العاطفية وراء تناول الطعام، واعتماد وسائل راحة بديلة غير متعلقة بالأكل، مثل المشي أو الاستماع للموسيقى. والأهم من ذلك، التحلي بالرحمة الذاتية.
وفي النهاية، عندما يرى الأطفال أن والديهم يستمتعان بالطعام بطريقة متوازنة وصحية، فإنهم يتعلمون السلوك نفسه. فحتى وسط الفوضى، يستحق الآباء تغذية جسدية وعاطفية حقيقية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.