عاد مسلسل “ذا ويتشر” The Witcher من إنتاج نتفليكس في موسمه الرابع بتحوّل كبير، لكنه لم يلقَ الترحيب المنشود. فبعد رحيل الممثل البريطاني هنري كافيل الذي قاد العمل لثلاثة مواسم، يتولى الممثل الأسترالي ليام هيمسورث دور الساحر “جيرالت أوف ريفيا”، في أداء وصفه النقاد بأنه باهت ويفتقر إلى الكاريزما.

ورأت الناقدة سارة ديمبستر من صحيفة “ذا غارديان” أن الموسم الجديد يعاني من ضعف الاتزان والانسجام، مؤكدة أن  هيمسورث لا يمتلك الجاذبية أو الحضور القوي اللذين ميّزا أداء كافيل، الذي شكّل حجر الأساس في نجاح السلسلة. ومع غياب هذا الحضور “الصلب والجذاب”، يبدو المسلسل وكأنه فقد بوصلة سحره.

وتصف ديمبستر أداء هيمسورث بأنه “متجهم وجامد أكثر من كونه بطوليًا”، إذ يقضي معظم مشاهده الأولى متجهمًا ويحدّق في الفراغ “وكأنه لا يزال مصدومًا من تحوّله المفاجئ”. كما تعيب عليه لهجته المتذبذبة واعتماده المفرط على التنهّدات والهمهمات للتعبير عن المشاعر، ما يجعله، على حدّ قولها، أقرب إلى “عمود يرتدي شعراً مستعاراً” منه إلى بطل أسطوري.

ومن حيث القصة، يواصل الموسم الرابع الأحداث من حيث انتهى سابقًا، إذ ينطلق جيرالت في رحلة للعثور على ابنته بالتبنّي سيري (فريا ألان) التي ترافق مجموعة من الخارجين عن القانون تُعرف باسم “الجرذان”، فيما تواصل يينيفر (أنيا شالوترا) بحثها عنها عبر شبكة من البوابات السحرية. وكالعادة، يغلب على السرد طابع معقد من المؤامرات السياسية والحروب الوشيكة والحوارات الغامضة حول “القدر والممالك”.

وترى ديمبستر أن نغمة العمل لا تزال متقلبة بشدة، تتأرجح بين كآبة على طريقة Game of Thrones وبين بساطة مغامرات التسعينيات القديمة. ورغم المشاهد البصرية اللافتة وأداء الممثلين المساندين، يعاني النص من حوارات متكلفة وإفراط في الجدية.

وفي ختام مراجعتها، تشير ديمبستر إلى أن غياب كافيل ترك فراغًا يصعب تعويضه، وأن مصير السلسلة بات غامضًا مع هذا التحول الجوهري، قائلة “قد يكون أكبر وحش يواجهه ذا ويتشر الآن هو ظلّ بطله السابق.”