نصف قرن في خدمة التعليم و"الوفاء غائب"!

في قريتي الهادئة عبرلسلوم، نشأ الأستاذ والمربي الفاضل فضل علي أنعم، أحد رجالات التعليم الذين حملوا على عاتقهم مشعل النور في زمن كان فيه القلم سلعة نادرة، والعلم جسرًا ضيقًا نحو الأمل.
التحق بالسلك التربوي عام 1974م، في وقتٍ كان فيه المعلم قدوة تُحترم، ورسالة تُقدَّس، وصوتًا للمعرفة في قرى كانت ظلامًا بلا مدارس، ونوافذ بلا كتب.
تنقّل في عدة مواقع تربوية، حتى استقر مديرًا لمدرسة عبرلسلوم منذ 1993م وحتى 2014م، تاركًا خلفه فصولًا لم تنسَ صوته، وطلابًا أصبحوا اليوم أطباء ومهندسين ومعلّمين وصحفيين وأنا واحداً منهم لأن معلمهم الأول آمن بقدراتهم رغم قسوة الإمكانيات.
جلستُ إليه على عُجالة، وكانت كلماته تختصر وجع جيل هناك فرق كبير بين الأمس واليوم، ليس فقط في التعليم، بل في نظرة المجتمع، في وضعنا كمعلمين هل تُصدق؟ بعد أكثر من ثلاثين عامًا، راتبي لا يتجاوز 96 ألف ريال!
تنهيدة خرجت من قلبه، لم تكن عابرة بل كانت وجع ومعاناة مهنة ورسالة إلى من بيدهم القرار هل هكذا يُكافأ من أفنى عمره في بناء العقول؟
زمنٍ صار المعلم فيه آخر من يُكرَّم، وأول من يُنسى… يبقى الأستاذ فضل علي أنعم، رمزًا لكل معلم شريف عاش عمره يُوزّع العلم، بينما لم تصله العدالة حتى اليوم.
نرجو النظر في أوضاع المعلمين القدامى، فهم من بنوا هذا الوطن على السبورة، حين كان غيرهم لا يجرؤ حتى على الكتابة، والحليم تكفيه الأشارة!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.