نائب برلماني حوثي يصدم جماعته: ”غازي الأحول سجين لا ضيف” و”شركاء يعتقلون شركاءهم”

في سابقة نادرة من النقد العلني والمكثف، وجه النائب البرلماني التابع لجماعة الحوثي، عبده بشر، رسالة حادة ومباشرة لقيادته، كاشفاً التناقض الصارخ بين الرواية الرسمية وواقع اعتقال القيادي البارز في المؤتمر الشعبي العام، غازي الأحول.
ودحض بشر الادعاءات بأن الأحول يُعامل كـ”ضيف”، مؤكداً أنه سجين، في تصريحات تكشف عن خلافات داخلية وتطرح علامات استفهام حول مستقبل التحالفات السياسية في اليمن.
جاءت هذه التصريحات العنيفة رداً على تقارير إعلامية تحدثت عن أن غازي الأحول، مدير أمن عدن الأسبق وأحد القيادات البارزة في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يعتبر حليفاً تاريخياً للحوثيين في صعدة، يُعامل بشكل جيد في معتقله ويُنظر إليه كـ”ضيف” على جماعة الحوثي.
وقد أثار هذا التوصيف استياء واسعاً، خاصة في أوساط المؤتمر، حيث رأى فيه محاولة لتجميل صورة الاعتقال القسري.
وعلى منصة إكس (تويتر سابقاً)، تدخل النائب عبده بشر ليصب زيتاً على النار، وليوجه رسالته مباشرة إلى جماعته، قائلاً في صراحة نادرة: “إنه لا وجود لـ’ضيف’ محبوس وممنوع من الزيارة”. وأضاف في جملة تعد بمثابة قنبلة سياسية: “مؤكدًا أن هناك شركاء يعتقلون شركاءهم”.
هذه العبارة الأخيرة تحمل دلالات عميقة، إذ إنها تعترف ضمنياً بأن العلاقة بين جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي العام هي علاقة شراكة، وأن اعتقال شخصية بحجم غازي الأحول هو بمثابة اعتقال لشريك في التحالف، وليس لخصم سياسي، مما يكشف مدى الهشاشة التي تطبع هذه العلاقة.
ولم يكتفِ بشر بكشف حقيقة الوضع، بل دعا جماعته إلى التخلي عن “التبريرات الجوفاء” والاعتراف بما وصفه بـ”الحقيقة المرة”.
وكتب في منشوره: “ليس عيبًا الاعتراف بالحقيقة المرة”، موضحاً أن “الاعتقال أرحم من التبريرات الجوفاء البعيدة عن الواقع”.
ويُعد هذا الموقف تحدياً مباشراً للآلة الإعلامية والدعائية للحوثيين، التي غالباً ما تستخدم مصطلحات مثل “الضيافة” و”الحماية” لوصف عمليات الاعتقال والاختفاء القسري التي يمارسونها.
وختم بشر منشوره بنبرة تشي بحالة من الإحباط واليأس من الواقع السياسي الراهن، قائلاً: “لا غرابة، فنحن في زمان يقف فيه الحليم حيران، واختلط فيه الحابل بالنابل، والحق بالباطل، ورَوَاج المنافقين والمطبلين”.
هذه الكلمات تعكس حالة من التشوش والارتباك قد تكون سائدة داخل أروقة جماعة الحوثي نفسها، وتشير إلى أن بعض عناصرها بدأوا يدركون التناقضات بين الخطاب والممارسة.
تأخذ تصريحات النائب عبده بشر أهمية استثنائية كونها صادرة عن شخصية من داخل الصف الحوثي، وتكسر حاجز الصمت المفروض عادة في مثل هذه القضايا.
وهي لا تكشف فقط عن مصير القيادي غازي الأحول، بل تلقي الضوء على عمق الأزمة في العلاقة بين الحوثيين وحليفهم التاريخي، حزب المؤتمر.
كما أنها تفتح الباب أمام تساؤلات حول حجم الانقسامات الداخلية ومدى قدرة القيادة الحوثية على السيطرة على سرديتها الإعلامية في ظل تصاعد الأصوات الناقدة من الداخل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








