أثار قرار شركة صينية بفصل أحد موظفيها بعد اكتشاف أنه سار 16 ألف خطوة، خلال يوم إجازته المرضية، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حول حدود سلطة أرباب العمل وحقوق الموظفين في الخصوصية.

وبحسب ما نشرته الحسابات الرسمية لوزارة العدل الصينية، تعود الواقعة، إلى العام 2019، حين تقدم الموظف، المعروف باسم “تشن”، الذي يعمل في شركة بمقاطعة جيانغسو شرقي البلاد، بطلب إجازة مرضية بسبب آلام في الظهر، مرفقًا بتقارير طبية تؤكد إصابته.

وبعد نحو شهر من الراحة، عاد تشن إلى عمله، لكنه طلب إجازة جديدة بعد نصف يوم فقط، هذه المرة بسبب ألم في قدمه اليمنى، مع تقرير طبي يوصي بالراحة لمدة أسبوع. 

غير أن الشركة اشتبهت في صحة ادعائه، بعد أن أظهرت تطبيقات المراسلة وبيانات الخطوات على هاتفه أنه قطع أكثر من 16 ألف خطوة في اليوم ذاته، بل وظهر في لقطات من كاميرات المراقبة وهو يركض نحو مقر الشركة.

وبناءً على هذه الأدلة، قررت الشركة فصله بدعوى الغياب غير المبرر والكذب بشأن حالته الصحية.

لكن الموظف لم يصمت، فلجأ إلى هيئة التحكيم العمالي التي وقفت في صفه، وألزمت الشركة بدفع تعويض قدره 118,779 يوانًا (نحو 16,700 دولار أمريكي)، معتبرة أن الفصل تم بطريقة غير قانونية.

وحين طعنت الشركة على القرار أمام المحكمة، أكدت أن الفيديو وسجلات الخطوات دليل قاطع على تلاعب الموظف، لكن المحكمة رفضت حججها مرتين متتاليتين، معتبرة أن البيانات التي استخدمتها الشركة تدخل في نطاق الحياة الخاصة، ولا يجوز استخدامها ضد الموظف.

وأثار الحكم نقاشًا واسعًا على الإنترنت، حيث اعتبر كثيرون أن الشركة تجاوزت حدودها بالتجسس على بيانات العاملين.

وكتب أحد المستخدمين: “حتى لو سجّل التطبيق 16 ألف خطوة، لا يعني أنه مشى كل هذه المسافة، ربما كان في المستشفى أو يتنقل لشراء الدواء.”

وأضاف آخر: “من غير المقبول أن تتحول تطبيقات الخطوات، أو سجلات الهواتف، إلى وسيلة لمراقبة الموظفين. هذه خصوصية شخصية وليست أداة رقابة.”