موجات متكررة.. لماذا لا تنجح جهود السيطرة على الكوليرا في اليمن؟

منذ ظهورها الأول في سبتمبر/ أيلول من العام 2016، ظلت موجات تفشي وباء الكوليرا تتجدد على اليمنيين، حاصدة أرواح الآلاف، دون سيطرة جذرية، وسط حالة الانقسام التي يعاني منها البلد ومشارفة القطاع الصحي على الانهيار.

وأكدت منظمة الصحة العالمية، في أحدث تقرير لها، أن اليمن يحتل المرتبة الثالثة عالميًّا في العام الجاري، من حيث حجم انتشار الكوليرا، بعد أفغانستان وجنوب السودان؛ إذ شهد منذ يناير/ كانون الثاني، وحتى نهاية أغسطس/ آب الماضيين، إصابة أكثر من 72 ألف يمني بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، بينهم 201 حالة وفاة.

وطبقًا لإحصائية حصل عليها “إرم نيوز”، من “لجنة إدارة الحدث” في مراكز علاج الكوليرا، التابعة لوزارة الصحة اليمنية، فإن عدد حالات الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، وصلت منذ مطلع العام الجاري وحتى يوم الجمعة الماضي، الموافق: الـ26 من سبتمبر/ أيلول، إلى 21006 حالة مصابة، بينها 4444 حالة ثبتت إصابتها بالكوليرا بموجب الفحوصات الزراعية غير المتوفرة لكل الحالات.

وبحسب المعلومات بلغ عدد الوفيات خلال الفترة ذاتها، 47 حالة وفاة، في المناطق ذاتها الخاضعة لسيطرة الحكومة، وهو ما قد يشير إلى أن بقية الوفيات البالغ عددها 154 التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية، تقع جميعها في مناطق نفوذ ميليشيا الحوثي.

وتتصدر مناطق محافظة الحديدة المحررة من “الحوثيين”، قائمة الأكثر تفشيًّا للكوليرا والإسهال المائي الحاد التراكمية للعام الجاري، بنحو 6463 حالة مصابة، تأتي بعدها العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، بـ3488 حالة مصابة، وثالثًا محافظة الضالع بأكثر من 3600 حالة.

عوامل وتحديات

وقال مدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة اليمنية، الدكتور عارف الحوشبي، إن تجدد موجات وباء الكوليرا في اليمن بين كل فترة وأخرى ناتج عن عدة عوامل، أهمها: تفشّي الوباء بصورة كبيرة في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، دون إعلانها عن أرقام حقيقية للمصابين ودون قيامها بأي عمليات مكافحة أو إجراءات تجاه هذا الانتشار، فضلًا عن ممارساتها القمعية ضد موظفي المنظمات الدولية؛ ما أدى إلى تراجع أنشطتها وتدخلاتها في القطاع الصحي.

وذكر الحوشبي في تصريح خاص لـ”إرم نيوز”، أن تفشي الوباء في مناطق سيطرة الحوثي وسط حالة التكتّم، واستمرار تنقلات المواطنين إلى المناطق الحكومية، إلى جانب اعتماد معظم المناطق الجنوبية على الخضار والفواكه ونبات القات القادم من المناطق الشمالية، “يحول بالتأكيد دون السيطرة عليه”.

أخبار ذات علاقة

أحد مرضى الكوليرا بجنوب أفريقيا

صعود مرعب لوفيات الكوليرا.. “الصحة العالمية” تقرع نواقيس الخطر

وأشار إلى أن معظم هذه المزارع في مناطق سيطرة الميليشيا تستخدم مياه الصرف الصحي الملوثة بالبكتيريا للريّ، “وفي ظل قلة وعي المجتمع بأهمية نظافة الخضراوات والفواكه وغسلها جيدًا قبل تناولها، والنظافة الشخصية بشكل عام، وانتشار الممارسات الخاطئة، والجهل بطرق انتشار هذا الوباء وتدابير الوقاية، فإن المشكلة تتفاقم، وبالتالي تتكرر موجات التفشي”.

ويشنّ “الحوثيون” منذ العام 2019، حملة على اللقاحات الوقائية من الأمراض، بما فيها حملات التحصين الفموية ضد الكوليرا، واللقاحات الخماسية ضد أمراض الطفولة القاتلة، تحت ذريعة “تبعيتها للغرب” وتبنيها من قبل المنظمات الدولية، وهو ما تعتبره الأمم المتحدة “مخاطرة بحياة الأطفال اليمنيين”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى