من ينهب نفط شبوة ؟ بين اتهامات الاحتلال وحقيقة الواقع

في الوقت السابق الذي تُحرق فيه يوميًا 11,500 برميل من النفط الخام في حقل نفطي واحد بمحافظة شبوة، يثور تساؤل كبير:
كم يُنهب ويُصدَّر في الخفاء؟ ومن المستفيد الحقيقي من ثروات شبوة؟
بين اتهام الإمارات وحقائق التاريخ
كثيرون يتهمون دولة الإمارات بأنها “تحتل شبوة وتنهب ثرواتها النفطية”، لكن الحقيقة – كما يوضح الواقع والتاريخ – تختلف تمامًا.
فمن أراد معرفة من هو المحتل الحقيقي لشبوة، ومن الذي حوّل ثرواتها إلى حسابات خاصة في صنعاء، عليه أن يقارن بين فترتين زمنيتين متناقضتين:
1. الفترة الأولى (1994 – 2015): حين وقعت شبوة تحت هيمنة نظام صنعاء.
2. الفترة الثانية (منذ 2015): عندما دخلت قوات التحالف العربي – وعلى رأسها الإمارات – لتحرير المحافظة من قبضة الغزاة.
عقود من النهب والحرمان
منذ العام 1994 وحتى 2015، كان نفط شبوة يُنهب بصورة منظمة.
وخلال تلك الفترة، كان يتم حرق 11,500 برميل من النفط الخام يوميًا في الهواء الطلق من أحد حقول المحافظة، ما تسبب بكارثة بيئية وصحية جعلت شبوة تتصدر قائمة المحافظات في نسب الإصابة بالسرطان والفشل الكلوي.
وفي الوقت الذي كانت عائدات النفط تذهب لبناء المشاريع العملاقة في العاصمة صنعاء، ظل أبناء شبوة يعانون الفقر والحرمان وغياب الخدمات الأساسية.
الثروة هناك، والتنمية في مكان آخر!
التحالف العربي… تحرير الجنوب واستعادة الكرامة
عندما اندلع الصراع داخل نظام صنعاء عام 2011 وبلغ ذروته بسيطرة الحوثيين على العاصمة في 2015، استغلت تلك الجماعة الفرصة لغزو الجنوب مجددًا.
لكن تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات قلب الموازين، وتم تحرير المحافظات الجنوبية خلال فترة وجيزة.
وصول الإمارات إلى شبوة لم يكن من أجل نهب النفط – كما يزعم البعض – بل من أجل تحرير الجنوب وبناء مؤسساته الأمنية والعسكرية.
فقد أسهمت الإمارات في إنشاء قوات النخبة الشبوانية ثم قوات دفاع شبوة، اللتين شكلتا درعًا أمنيًا حقيقيًا للمحافظة.
من البناء إلى التنمية
لم يقتصر الدور الإماراتي على الجانب العسكري فحسب، بل امتد إلى دعم مشاريع خدمية وتنموية في مجالات الكهرباء والصحة والتعليم والبنية التحتية.
ومع أن تصدير النفط والغاز ما يزال متوقفًا بسبب ابتزاز الحوثيين ومطالبتهم بنسبة 60% من العائدات، إلا أن شبوة شهدت خلال السنوات الأخيرة تحسنًا ملموسًا في الأمن والخدمات بدعم إماراتي مباشر.
الوجه الحقيقي للاحتلال
الاحتلال الحقيقي ليس من جاء ليبني ويدعم ويحرر، بل من جاء لينهـب ويقصي ويحرم أبناء شبوة من خيرات أرضهم.
من يهمه الجنوب وشعبه لا ينهب نفطه ولا يخنق مدنه بالخدمات ولا يجعل من حياته “ظلامًا في ظلام”.
اليوم، يدرك أبناء شبوة جيدًا من هو الحليف الصادق والمخلص الذي وقف إلى جانبهم في أحلك الظروف، ومن هو العدو الحقيقي الذي نهب ثرواتهم وجعلهم يدفعون ثمن الطمع والجشع لسنوات طويلة.
لقد تحولت ثروات النفط في محافظة شبوة من نعمة إلى نقمة، لتعيش المحافظة مأساة صحية واقتصادية نتيجة الفساد والاستغلال، بينما تتنازع القوى الإقليمية والمحلية على هذه الثروة دون مراعاة لمصلحة أبنائها.
ويبقى السؤال الجوهري معلقًا دون إجابة:
متى تنتهي لعبة النفط القذرة، وتعود ثروة شبوة إلى أهلها؟
الصحفي صالح حقروص
2025/10/31م
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








