من يقف وراء ترندات “تيك توك” الصاخبة؟

من يقف وراء ترندات “تيك توك” الصاخبة؟

بين الحين والآخر، لا تكفّ منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها تطبيق “تيك توك”، عن تصدير ترندات جديدة، غالباً ما تكون مكرّرة ومُقلدة، يُقبل عليها المستخدمون بلا تفكير، مدفوعين برغبة اللحاق بالموجة الرائجة والمحتوى المتداول.

ويتسابق هؤلاء في تنفيذها وتناقلها، دون التوقف قليلًا للتأمل في طبيعة هذا المحتوى أو إدراك تبعاته النفسية، الاجتماعية، بل وحتى الأيديولوجية في بعض الأحيان.

مضمون سطحي

قد يبدو الاندفاع نحو مجاراة هذه الترندات مفهومًا من زاوية الرغبة في الانتماء أو مواكبة ما هو شائع، أو حتى محاكاة صناع المحتوى الناجحين، غير أن ما تحمله معظم هذه الترندات من مضمون سطحي وتافه، يجعلها تمثل نمطًا جديدًا من الاستهلاك الرقمي الخالي من الوعي، الذي يرسّخ لمظاهر سطحية في التفكير والسلوك، ويُسهم، بشكل مباشر، في إعادة إنتاج محتوى هش يفتقر إلى أي قيمة معرفية أو جمالية.

ترند الكركم وماء بيكربونات الصوديوم

ولعل أبرز الأمثلة على ذلك، ترندات، مثل: “الكركم”، و”ماء بيكربونات الصوديوم”، التي أثارت جدلاً علميًا واسعًا بعدما تبيّن أن لها أضرارًا صحية جسيمة، رغم انتشارها الواسع بين المستخدمين دون تحقق أو تدقيق، ما يعكس خللًا عميقًا في علاقة المستخدم بالمحتوى الرقمي، وغيابًا شبه تام للتفكير النقدي أمام سيل المعلومات والترفيه المتدفق.

وأثار هذا المشهد المتكرر، مؤخرًا، حالة من التساؤل حول الجهات التي تقف وراء إطلاق هذه الترندات وترويجها عالميًا: هل هم أفراد يسعون إلى تحقيق الشهرة وجني الأرباح عن طريق تصدير محتوى تافه؟ أم مؤسسات تستثمر في صناعة تصدير السطحية والتفاهة وتُخفي أهدافًا أعمق وأخطر خلف ما يبدو للوهلة الأولى بريئًا وساذجًا؟

تقليد أعمى وترندات خبيثة

في هذا السياق، يوضح المهندس زياد عبد التواب، خبير الذكاء الاصطناعي، وعضو المجلس الأعلى للثقافة في مصر، في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن هذه الترندات لا تدل إلا على “سطحية من يتداولها ويستهلكها”، مشيرًا إلى أن التقليد الأعمى لها يعكس غيابًا للوعي النقدي، وعدم فحص الأسباب الحقيقية لانتشارها أو الجهات التي تقف وراءها. 

ويرجّح عبد التواب أن بعض هذه الترندات تنشأ بمبادرات فردية من صناع المحتوى، في حين يأتي بعضها الآخر ضمن أجندات مؤسسات وشركات تكنولوجية تتفاوت دوافعها وأيديولوجياتها.

ويحذّر عبد التواب من الترندات التي وصفها بـ”الخبيثة”، التي تستهدف الإضرار بالمستخدمين نفسيًا أو صحيًا، مؤكدًا أن مجرّد تداول هذه الترندات أو التفاعل معها يُسهم في توسيع انتشارها، حتى دون وعي من المستخدمين.

وأشار إلى أن “تيك توك” تحديدًا يتميز بسرعة انتشار الترندات داخله، بسبب قلة القيود المفروضة على معايير المحتوى، مقارنة بمنصات أخرى.

أداة في يد مؤسسات وثقافة فكر القطيع

من جانبه، يرى المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات المعروف إعلاميًا بلقب “صائد الهاكرز”، أن الترندات الرائجة على “تيك توك” قد تكون أداة في يد مؤسسات تسعى إلى جمع بيانات المستخدمين واستغلالها في أغراض أخرى، مثل “الزيف العميق” أو حملات التضليل المنظم.

وأكد أن بعض الترندات تُطلق بمبادرات فردية، ولكن الهدف الرئيس يظل في معظم الأحيان جذب الانتباه وتحقيق الربح.

ويشير حجاج إلى أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، برغم فوائدها الظاهرة، تنطوي على مخاطر خفية لم تتضح بعد بشكل كامل، لافتًا إلى أن هناك “فقرًا عامًا في الوعي” لدى المستخدمين، ليس في مصر وحدها بل على مستوى العالم.

وأكد أن الناس ينجرّون وراء ما يفعله الآخرون، في سلوك يُجسّد “فكر القطيع”، وهو ما يُفسّر انتشار مقاطع تحمل معلومات مضللة يتم تداولها على نطاق واسع دون تحقق أو تمحيص.

وشدّد حجاج على أن التوقف أمام الترندات والتساؤل عن أسبابها ومآلاتها هو السبيل الوحيد لكسر دائرة التقليد الأعمى، والاقتراب من اتخاذ قرارات رقمية أكثر وعيًا واتزانًا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى