من موسكو: العليمي يتحدث عن السيادة..وبوتين يفتتح فرع الوحدة في عدن!


بينما لا تزال خريطة اليمن الواقعية تتآكل تحت ضغط الصراع، وتتهاوى تحت سطوة الانقسامات الجغرافية والسياسية، حمل الرئيس رشاد محمد العليمي حقائبه نحو موسكو، في زيارة رسمية لرئيس دولة تمرّ بأكثر لحظاتها تعقيدًا، ليس فقط على صعيد الداخل، بل أيضًا في ما يخص علاقاتها الإقليمية والدولية.

بوتين والعليمي.. لغة رمزية في لحظة سياسية دقيقة

اللقاء الذي جمع العليمي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل رسالة مزدوجة: من موسكو إلى الرياض وأبو ظبي وواشنطن، ومن العليمي إلى الداخل اليمني المتشظي. بوتين، الذي بارك للرئيس العليمي الذكرى الخامسة والثلاثين للوحدة اليمنية، بدا وكأنه يهنئ بشيء لم يعد موجودًا على أرض الواقع. فالوحدة التي رُسمت في 22 مايو 1990، تُنتهك اليوم بوجود سلطات أمر واقع شمالًا وجنوبًا، وبتعدد الولاءات ومراكز القرار.

لكن لماذا هذه التهنئة؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟

تأتي هذه الرسائل، كما يبدو، في إطار مساعٍ روسية لإعادة تموضعها كلاعب فاعل في المشهد اليمني، خصوصًا مع ما أبدته موسكو من اهتمام بفتح سفارتها في عدن — وهي خطوة رمزية قد تحمل اعترافًا ضمنيًا بشرعية المجلس الرئاسي، في مقابل بُعد الحوثيين عن دائرة التواصل الرسمي الروسي العلني حتى الآن.

زيارة العليمي إلى موسكو تحمل أبعادًا سياسية متعددة. فمن جهة، يسعى الرجل إلى فتح نوافذ دعم سياسي واقتصادي بعد التباين الواضح داخل التحالف العربي نفسه، ومن جهة أخرى، يبدو وكأنه يحاول اللعب على التوازنات الدولية في خضم صراع إقليمي – دولي واسع (أوكرانيا، غزة، السودان). إن البحث عن دعم روسي – أو حتى تعاطف رمزي – قد يمنح العليمي أوراقًا إضافية في مفاوضاته القادمة، سواء مع الحوثيين، أو حتى مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي بدأ يتعامل كسلطة سياسية مستقلة في عدن وما حولها.

التهنئة بالوحدة.. رسائل سياسية في ظرف مُهترئ

تهنئة بوتين للعليمي بالعيد الوطني اليمني، في وقت لم يعد لليمن وحدة حقيقية، لا يمكن فصلها عن السياق السياسي. فالكرملين، المتهم بالتدخلات الناعمة في أفريقيا والشرق الأوسط، يرسل عبر هذه الرسائل إشارة إلى أنه لا يزال يؤمن بسيادة الدول ووحدتها، وإن بشكل انتقائي. أما العليمي، فكان في موقع من يلتقط هذه الرسالة ليعيد تسويق شرعيته، لا سيما في وقت ترتفع فيه أصوات جنوبية تدعو لاستعادة الدولة السابقة، وسط فشل الحكومة في تحقيق أي تحسن ملموس في معيشة الناس.

فتح السفارة الروسية في عدن: ماذا يعني ذلك؟

إعادة فتح السفارة الروسية في عدن، رغم كونه تحركًا شكليًا، يُعد مؤشرًا على رغبة روسيا في تثبيت وجودها في جنوب الجزيرة العربية. هذه الخطوة قد تُغضب صنعاء التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين، وقد تُحرج أبو ظبي إن شعرت أن موسكو تتقارب مع المجلس الرئاسي على حساب شركاء آخرين. لكن في النهاية، يُدرك الروس أن المشهد اليمني لم يعد بسيطًا، وأن تعدد القوى على الأرض يتطلب فتح قنوات متعددة لا الرهان على طرف واحد.

زيارة العليمي إلى موسكو هي محاولة لإعادة تدوير التحالفات في لحظة إقليمية حساسة، وتهنئة بوتين بعيد الوحدة اليمنية هي تذكير ساخر، وربما مؤلم، بواقع انتهت فيه الوحدة فعليًا وبقيت فقط في خطابات القادة. أما فتح السفارة الروسية في عدن، فهو خطوة لتموضع سياسي واقتصادي في مستقبل اليمن، إن كان له مستقبل واضح قريبًا.

ما بين الرمزية والواقعية، تقف هذه الزيارة في مفترق طرق، تمامًا كما هو حال اليمن نفسه.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى