”من سبتمبر إلى ديسمبر 2025: خارطة طريق سرية لإنهاء الحوثي… والصين وروسيا موافقتان!”

في حوارٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ هو الأجرأ من نوعه خلال السنوات الأخيرة، قدّم الخبير الاستراتيجي الكويتي الدكتور فهد الشليمي، قراءةً تحليليةً موسّعةً لمستقبل اليمن والخليج، في مقابلة تلفزيونية مثيرة مع الإعلامي اليمني البارز عارف الصرمي، كشف خلالها عن معطياتٍ دولية وإقليمية وصفها متابعون بأنها “خارطة طريق حقيقية” لتحديد مصير الحوثيين ومصير المنطقة ككل خلال الفترة الممتدة من سبتمبر 2024 حتى ديسمبر 2025.
2a01:4f8:a0:6472::2
الحوار، الذي استمر 45 دقيقة ونُشر على منصات إعلامية عربية واسعة الانتشار، لم يكتفِ بتحليل الوضع الراهن، بل تجاوزه إلى رسم سيناريوهات المستقبل، مدعومًا بقراءة دقيقة للتحولات الجيوسياسية، وتحولات موازين القوى الإقليمية والدولية، في ما بدا وكأنه مراجعة استراتيجية شاملة لماضي اليمن وحاضرها ومستقبلها.
إجماع دولي غير مسبوق: “الحوثي عائق أمام التجارة العالمية”
منذ اللحظات الأولى، وضع الدكتور الشليمي النقاط على الحروف، مؤكّدًا أن الإجماع الدولي – بما فيه الصين وروسيا والولايات المتحدة وأوروبا – قد تبلور أخيرًا حول ضرورة إنهاء تواجد الحوثيين ككيان مسلح في اليمن، لا لأسباب أخلاقية أو إنسانية، بل لأنهم باتوا “عائقًا مباشرًا أمام حركة التجارة العالمية”، خصوصًا بعد استهدافهم المتكرر للملاحة في البحر الأحمر، وهو ما هدّد سلاسل الإمداد العالمية، وأثار غضب القوى الاقتصادية الكبرى.
لم يعد الحوثي مجرد مشكلة يمنية أو خليجية، بل أصبح عقدة في عنق الاقتصاد العالمي. والعالم لن يسمح ببقاء عقدة كهذه دون حلّ”، كما قال الشليمي.
لماذا فشل التحالف؟.. نقد لاذع للأداء العسكري والسياسي
في نقدٍ صريحٍ وجريء، عزى الشليمي تعثّر التحالف العربي بقيادة السعودية في تحقيق أهدافه في اليمن إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
- رفض الشمال اليمني – خصوصًا القبائل والقوى التقليدية – الدخول في حرب استنزاف شاملة ضد الحوثي، ما جعل المواجهة غير متكافئة.
- انصراف الجنوب – ممثلًا في المجلس الانتقالي – إلى بناء دولته الخاصة، بعيدًا عن معركة الشمال، ما أفقد التحالف حليفًا استراتيجيًا على الأرض.
- ازدواجية الموقف الغربي – حيث استخدمت أمريكا وبريطانيا الحوثي كـ”شوكة في خاصرة الخليج” لابتزاز السعودية ودفعها لدفع فواتير أمنية وعسكرية، قبل أن تدرك – متأخرة – أن الخطر الحوثي بات استراتيجيًا ويهدد المصالح الغربية مباشرة.
“التحالف لم يُهزم عسكريًا، بل خسر سياسيًا بسبب غياب الرؤية الموحّدة، وتضارب المصالح، وغياب القيادة الموحّدة للحرب”، وفق تعبيره.
المجلس الرئاسي: “مشكلة وليس أداة تحرير”
في واحدة من أقسى الملاحظات، وصف الشليمي المجلس الرئاسي اليمني بأنه “عائق أمام التحرير، وليس أداة له”، مؤكدًا أن “قرار الحرب لا يُدار من سبعة رؤوس، بل من قائد واحد”، في إشارة واضحة إلى ضعف الأداء وتشتت القرار داخل المجلس.
كما أشار إلى أن تشرذم القوات الموالية للشرعية، وفشلها في تقديم رؤية سياسية موحدة للقوى الدولية، زاد من عزلتها، وأفقد الشرعية أي دور فاعل في صياغة مستقبل اليمن، ما جعلها رهينة للتحالف، ورهينة لانقساماتها الداخلية.
إيران ليست في مواجهة.. لكن الحوثي تهديد وجودي
رغم إلحاح الإعلامي عارف الصرمي على احتمال قيام الحوثيين بضربات نوعية ضد الرياض أو دبي، ردّ الشليمي بتهدئة نسبية، مؤكدًا أن إيران ليست في حالة عداء مباشر مع الخليج حاليًا، بسبب مفاوضاتها مع واشنطن، وسعيها للخروج من العزلة الاقتصادية.
لكنه حذّر:
“رغم ذلك، فإن الحوثي لا يزال تهديدًا وجوديًا لأمن الخليج واستقراره. هو الذراع الإيرانية الأكثر فتكًا، والأكثر استقلالية، وقد يتحرك بمعزل عن طهران إذا رأى مصلحته في ذلك”.
سيناريوهات ديسمبر 2025: ضربات نوعية وقطع أذرع إيران
رسم الشليمي ملامح المرحلة المقبلة حتى نهاية 2025، متوقعًا:
- استهدافات نوعية لقيادات حوثية بارزة، ربما تكون مصحوبة بتسريبات استخباراتية دقيقة.
- تحرك إقليمي لقطع ذراع إيران في العراق، عبر استهداف المليشيات الطائفية الموالية لها، في إطار استراتيجية أوسع لاحتواء النفوذ الإيراني.
- إمكانية إطلاق عمليات برية واسعة، بالتوازي مع الضربات الجوية، لكن بشروط: أن تكون مدعومة بقيادة يمنية موحدة، وقرار سياسي حاسم.
“المرحلة القادمة ليست للتفاوض، بل للحسم. إما أن يُحسم الحوثي عسكريًا، أو يُحسم اليمن سياسيًا دونه”، كما قال.
الخليج يرفض الانخراط المباشر.. لكنه مستعد للدعم
أوضح الشليمي أن دول الخليج – رغم مواقفها الحازمة – ما تزال ترفض الانخراط في عمليات عسكرية مباشرة إلى جانب أمريكا أو إسرائيل ضد الحوثيين، تذكيرًا بمواقفها السلبية منذ 2015، حين رفضت المشاركة في العمليات البرية.
لكنه أضاف:
“الخليج لا يزال يدعم المجلس الرئاسي اقتصاديًا وسياسيًا، وهو مستعد للدعم العسكري الكامل، متى ما اتُخذ قرار الحرب الجاد، وظهر قائد واحد يقود المعركة”.
ختام مرير: “اليمنيون خانوا معركتهم”
في خاتمة مراجعة، ختم الشليمي حديثه بنبرة حزينة، متراجعًا جزئيًا عن بعض مواقفه السابقة، لكنه أصرّ على أن “اليمنيين هم من خانوا معركتهم”، حين فرّطوا في فرص التحرير، وانشغلوا بالصراعات الداخلية، وتركوا القرار النهائي بيد التحالف، وتحديدًا السعودية.
أما الإعلامي عارف الصرمي، فقد حاول دفع الضيف إلى الحديث عن سيناريوهات أكثر جرأة – كاحتمال انهيار النظام السعودي أو تغيير النظام في طهران – لكنه اصطدم بحذر الشليمي الواضح، الذي فضّل التركيز على المعطيات الواقعية، لا التكهنات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.