سادت حالة من الحزن الشديد الأوساط الفنية في الساعات الأخيرة إثر الوفاة الصادمة لفنان الأغنية الشعبية المصرية البارز إسماعيل الليثي، بعد أيام قليلة من بقائه في غرفة العناية المركزة وهو في غيبوبة كاملة نتيجة تعرضه لحادث مروري مميت. 

نشأ الليثي في حي “إمبابة” الشعبي بمحافظة الجيزة، حيث تربى على قيم الأصالة والشهامة، فضلا عن مساعدة الآخرين، كما تميزت شخصيته بالمرح وخفة الظل، رغم الوفاة المأساوية لنجله الطفل “رضا”، إثر سقوطه من الطابق السادس قبل نحو عام.

تولت جدته تربيته بعد وفاة والدته، وكانت صاحبة الفضل في اكتشاف موهبته وتشجيعه على الغناء منذ الصغر، حتى إنها، كما صرّح في أكثر من لقاء إعلامي، اقترضت من راتبها التقاعدي لتمويل أول أغنية له.

قبل احترافه الفن، التحق الليثي بعدة مهن بسيطة، منها العمل في محل دقيق، ومحل وجبات “كُشري”، كما عمل سائق “توك توك” لفترة، في سبيل إعالة نفسه وتحقيق حلمه في الغناء.

واللافت أنه لم يخجل يوما من العمل بمهن بسيطة، وإنما على العكس كان يفخر بذلك، معتبرا أن “العمل شرف وقيمة بحد ذاته، لا سيما حين يكون تمهيدا لتحقيق الحلم والشغف”. 

اقتحم الليثي عالم التمثيل لأول مرة من خلال فيلم “عنتر وبيسة” عام 2014، لكنه حقق شهرة واسعة من خلال الأغاني التي قدمها في مسلسلات “ابن حلال” و”الأسطورة” و”نسر الصعيد” مع الفنان محمد رمضان.

وطرح  المغني المعروف بجمال الصوت عددًا من الأغاني التي ارتبطت بالأحداث الدرامية وحققت انتشارًا واسعًا، مثل “سألت كل المجروحين” و”ابن دمي”.

كما شارك في كتابة بعض أغاني مسلسل “إزي الصحة”، 2017، بطولة أحمد رزق، وكانت آخر مشاركاته ممثلا فيلم “جدو نحنوح”، 2018، الذي قدّم فيه أغنية “اتفضل من غير مطرود”. 

من أشهر أغنياته: “فاكراني يا دنيا”، “غلطان يا قلبي”، “دي بنت حلوة”، “الفتوة”، “يا دنيا لو تسمحي”، “فتح المزاد”، ” بتبني في حلم”، “الأمان والحضن الطيب”. 

ونعى نقيب المهن الموسيقية، المغني مصطفى كامل، المطرب الراحل ببالغ الحزن والأسى، مؤكدا أنه “كان على تواصل دائم مع أسرة الفنان الراحل منذ وقوع الحادث وحتى اللحظات الأخيرة”.

وأشار في بيان إلى أن “النقابة بذلت جهودًا مكثفة بالتعاون مع الفريق الطبي بالمستشفى لمحاولة نقل الليثي إلى القاهرة لاستكمال علاجه، إلا أن الأطباء رفضوا ذلك نظرًا لتدهور حالته الصحية وخطورة نقله”.

ولفت إلى “أن النقابة وجهت فرعها بمحافظة المنيا لتقديم الدعم الكامل ومتابعة جميع الإجراءات الخاصة بتشييع الجثمان ومرافقة أسرة الراحل حتى مثواه الأخير”.

ووصف البيان الراحل بأنه “صوت شاب وموهبة محبوبة”، مؤكدًا أن “رحيله المفاجئ أصاب الوسط الفني والموسيقي بصدمة كبيرة، لما كان يتمتع به الليثي من محبة بين زملائه وجمهوره وحرصه الدائم على إسعاد الناس بفنه”.