”من الطبيب إلى السائق… كيف يختلف السلوك اليمني بين الداخل والخارج؟”

في مداخلة إعلامية لافتة، طرح الصحفي المعروف هزاع البيل تساؤلاً عميقاً وأساسياً حول حالة التناقض التي تبدو واضحة في سلوكيات وقدرات الإنسان اليمني داخل وطنه وخارجه، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تستلزم فهماً أعمق للواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه المواطن اليمني.

وأكد البيل أن كثيراً من اليمنيين الذين قد يبدون ضعيفي الأداء أو انطباعهم غير المواتي داخلياً، يظهرون تحولاً لافتاً في شخصيتهم وسلوكهم بمجرد انتقالهم للعمل أو العيش في الخارج، سواء على صعيد الأخلاق أو الإنتاجية أو حتى مستوى التحصيل العلمي والمهني.

ولفت إلى ظاهرة ملفتة لم يتمكن من استيعابها بالكامل بعد، وهي أن الأطباء اليمنيين ، على سبيل المثال، لا يحظون بنفس المستوى من الثقة والتقدير داخل اليمن مثلما هو الحال في الدول الأخرى. وبيّن أن الكثير من الأطباء اليمنيين في الخارج يتمتعون بسمعة علمية ومهنية عالية، ويتمتعون بالأمانة والاحترافية والتعامل الحسن، وهو ما لا يعكسه الواقع الداخلي دائماً.

وأضاف البيل أنه عندما يزور مصر، فإنه يبحث بشكل خاص عن طبيب يمني، بسبب ثقته الكبيرة في كفاءتهم وحسن تعاملهم، مما يثير التساؤل حول أسباب هذا الفارق الكبير بين الداخل والخارج.

وامتد هذا التحليل ليشمل شريحة الموظفين والعمال أيضاً، حيث لاحظ البيل أن بعضهم قد يظهر انضباطاً محدوداً أو ضيق خلق داخل اليمن، لكن بمجرد السفر والسعي للعمل في الخارج، يتحول إلى نموذج مشرف يعكس أخلاقاً عالية وإخلاصاً في العمل والتزاماً بالقوانين.

ولم تُسلم القيادة أيضًا من هذا الاستنتاج، حيث لفت البيل إلى وجود فرق واضح في سلوك قائد المركبة اليمني داخل البلاد وخارجه، وكيف يمكن لشخص أن يكون متسلطاً ومتهوراً على الطرق المحلية، بينما يصبح أكثر هدوءاً وانضباطاً واحتراماً للأنظمة بمجرد تغيير البيئة.

وفي ختام حديثه، قال البيل جملة أصبحت محور نقاش واسع:“المشكلة مش في الإنسان اليمني… المشكلة في البيئة اللي يعيش فيها.”

وتُعد تصريحات البيل بمثابة دعوة لقراءة جديدة للواقع اليمني، بعيداً عن اللوم المجتمعي المباشر على الفرد، نحو فهم أعمق لتأثير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والأمنية على شخصيته وسلوكه.

كما أنها تفتح المجال أمام صانعي القرار والمختصين للتفكير في كيفية تحسين بيئة العمل والمعيشة، لاستعادة الطاقات الكامنة لدى الإنسان اليمني، وتحويلها إلى دافع حقيقي للبناء والتطوير.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى