من الرياض.. صراع يكشف المستور داخل المجلس الرئاسي

ما جرى في الاجتماع الأخير لمجلس القيادة الرئاسي يكشف حجم التصدع داخل هذا الكيان السياسي الهش فقد جاء الاجتماع بإدارة مباشرة من الجانب السعودي وأظهر بوضوح أن القرار لم يعد بيد أعضاء المجلس بل بيد من خطف القرارات وتصدر بها في الخفاء رئيس المجلس الرئاسي وهو ما جعل المجلس يبدو عاجزاً عن السيطرة على مسار الأمور بين الانسحاب والعودة إلى القاعة تحت ضغوط متكررة

المثير أن ما يقارب خمسمائة قرار كانت مخطوفة بيد رئيس المجلس الرئاسي بعيداً عن علم بقية الأعضاء ودون أي إعلان رسمي ظهرت فجأة إلى العلن ليتم الاتفاق على مراجعتها وإلغائها قانونياً هذا المشهد لم يكن سوى مواجهة مباشرة بين نزعة احتكارية أرادت الانفراد بالسلطة وبين توجه آخر حاول فضح ما جرى التستر عليه وما بين الموقفين بقي الجنوب مسرحاً للتجاذبات والصفقات

الخطورة لا تكمن فقط في حجم هذه القرارات بل في اشتراط رئيس المجلس الرئاسي عدم الكشف عن أسماء المستفيدين منها وهو ما يثير الشكوك حول دوافعها وحقيقة ارتباطها بشبكات نفوذ عائلية أو حزبية أو مصالح ضيقة بينما يظهر الطرف الآخر أكثر استعداداً لفضح هذه الممارسات حتى لو كان ذلك بطريقة صاخبة ومثيرة للجدل ومع ذلك فإن التحكم بزمام الأمور ظل بيد الراعي الإقليمي الذي يدير اللعبة

وسط هذه التجاذبات يظهر خطاب تحريضي ضد أبناء الضالع وكأن التضحيات اليومية التي يقدمونها في الجبهات لا تعني شيئاً مع أنهم يحملون العبء الأكبر من فاتورة الدم دفاعاً عن الجنوب بينما يتم تصويرهم إعلامياً وكأنهم مجرد أداة صراع وهذا بحد ذاته تشويه متعمد لكسر إرادة المناطق التي أثبتت أنها لا تساوم في معركة الأرض والهوية

إعادة إنتاج سيناريو الماضي واضحة للعيان فالشمال بيد الحوثي والجنوب يديره رئيس المجلس الرئاسي بأدوات مخفية وكأننا أمام نسخة جديدة من المعادلة القديمة التي سلبت حقوق الجنوبيين وأفرغت تضحياتهم من معناها وهنا يطل السؤال الأهم: من المستفيد من استمرار هذا النموذج؟ وهل المطلوب أن يبقى الجنوب تحت وصاية قرارات تُصنع في الرياض وتُفرض تنفيذها في عدن؟

الأدوات التي يستخدمها المجلس الرئاسي أثبتت فشلها لأنها تستنسخ الماضي بأدوات مخفية وعلى التحالف إذا أراد النجاح أن يعيد ترتيب الأولويات ويمنح فرصة حقيقية لقيادة جنوبية صادقة تمتلك الشرعية الشعبية على الأرض لا شرعية المناصب الورقية ومن العدل أن تعطى الأولوية لمن ضحى ودفع فاتورة الدم وعلى رأسهم الضالع وبقية المحافظات الجنوبية الذين قدّموا أرواحهم ليبقى الجنوب واقفاً

إن تصوير ما جرى على أنه انتصار للشراكة ليس سوى تضليل إعلامي لأن جوهر الأمر أن القرارات كانت مخطوفة بيد رئيس المجلس الرئاسي وتصدر بالخفاء وأن كشف هذا المسار جاء نتيجة ضغط داخلي وخارجي في آن واحد وبالتالي فإن الخلاف لم يكن حول تقاسم المناصب فحسب بل حول فضح المستور وإظهار حجم العبث الذي تم تمريره تحت الطاولة

هذا الخلاف مرشح للتصاعد أكثر فإما أن يؤدي إلى انهيار المجلس تحت ثقل الانقسامات المتزايدة ويفتح الباب لفراغ سياسي خطير أو أن تتم صياغة صفقة جديدة برعاية الجانب السعودي تعيد ترتيب الأوراق بشكل يضمن مصالح الخارج قبل الداخل وفي كلا الحالتين يبقى أبناء الجنوب الخاسر الأكبر ما لم يتمسكوا بمشروعهم الوطني بعيداً عن ألاعيب الشراكة ومساومات السلطة وكفى تشويهاً لمن قدموا دماءهم قرباناً لمستقبل مختلف.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى