من الدبلوماسية إلى التأثير.. حكمة الرئيس الزُبيدي ترسم خارطة مستقبل الجنوب

رأي المشهد العربي

تسير الدبلوماسية الجنوبية بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بخطى مدروسة تعكس وعيًا سياسيًا متقدمًا، وإدراكًا عميقًا لأهمية التواصل الخارجي في ترسيخ ملامح مستقبل الجنوب العربي، وإعادة تعريفه ككيان سياسي فاعل يسعى لاستعادة دولته كاملة السيادة.

لم تعد هذه الدبلوماسية مجرد أدوات للعلاقات العامة أو حضور رمزي في المحافل، بل تحولت إلى ذراع استراتيجية تُستخدم ببراعة في تثبيت مطالب الشعب الجنوبي، وكسب دعم قوى القرار الإقليمي والدولي.

من خلال تحركاته الدبلوماسية المتواصلة، استطاع المجلس الانتقالي أن يفرض نفسه كطرف لا يمكن تجاوزه في أي مشهد تفاوضي أو سياسي يخص مستقبل البلاد والمنطقة، وهو ما يعكس تغيرًا نوعيًا في تعاطي العالم مع قضية شعب الجنوب، ويبرهن على أن الجنوب بات يمتلك قيادة سياسية ناضجة تُدير ملفاته الداخلية والخارجية بكفاءة ومسؤولية.

المجلس الانتقالي أدرك منذ وقت مبكر أن النضال الميداني لا يكتمل دون حراك سياسي متوازٍ في العواصم المؤثرة، فعمل على بناء شبكة علاقات دولية تقوم على المصالح المشتركة والوضوح في الأهداف، واضعًا تطلعات شعب الجنوب في قلب هذه التحركات.

هذه المقاربة مكنته من تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة التي روّجتها القوى المعادية، ومن تفنيد الادعاءات التي تحاول شيطنة المشروع الجنوبي أو تصويره كعامل تهديد للاستقرار.

إلى جانب ذلك، عززت الدبلوماسية الجنوبية من الحضور الإقليمي والدولي للمجلس، عبر مشاركات رسمية في عدد من اللقاءات والفعاليات الدولية، وتبادل الزيارات مع مؤسسات سياسية وبرلمانية مؤثرة، وهو ما ساهم في إيصال الرسالة الجنوبية بطرق مباشرة ومدروسة.

كما لعبت هذه التحركات دورًا مهمًا في توجيه الدعم الإنساني نحو الجنوب، وتحقيق نوع من التوازن في توزيع المساعدات بعيدًا عن سيطرة القوى المتنفذة المعادية للجنوب.

على المستوى الداخلي، انعكست هذه التحركات على ترسيخ الثقة بين القيادة والشعب، حيث يرى الجنوبيون في المجلس الانتقالي ممثلًا حقيقيًا لقضيتهم العادلة، يتحرك باسمهم في المنابر الدولية ويفاوض بعزم لا يتزحزح من أجل استعادة حقوقهم السياسية والوطنية.

تأتي أهمية هذه الدبلوماسية أيضًا من قدرتها على الربط بين الحاضر والمستقبل، فهي لا تكتفي بالدفاع عن الحقوق التاريخية للجنوب، بل تطرح رؤية سياسية متكاملة لمستقبل الدولة المنشودة، بما فيها من مؤسسات، واقتصاد، وتحالفات استراتيجية قائمة على مبدأ الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.

الدبلوماسية التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي أثبتت أنها عنصر حاسم في معركة استعادة الدولة، وأنها تمثل صوت الجنوب في العالم بلغة يفهمها صناع القرار.

ومن خلال هذه السياسة الهادئة والواعية، يمضي الجنوب بخطى ثابتة نحو تثبيت مكانته كدولة قادمة بكل ثقة واستحقاق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى