أثارت اعترافات الممرضة المتهمة في قضية حريق مستشفى حلوان العام أمام النيابة العامة تفاعلًا كبيرًا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، التي طرحت أبعادها تساؤلات عدة حول كيفية توازن ضبط النفس في حالات الخلافات العملية بين الزملاء والرؤساء في بيئة العمل، لا سيما في المؤسسات الحكومية والمستشفيات التي يُفترض أن تكون أماكن لحماية الأرواح لا لبث الرعب في نفوسهم.

ووفق وسائل إعلام مصرية، اعترفت الممرضة المتهمة في تحقيقات النيابة العامة بأنها ارتكبت الحادث بالكامل، مشيرة إلى أن دافعًا نفسيًا غريبًا كان وراء تصرفها، ولم يكن السبب في فعلتها الكراهية أو الانتقام.

وأكدت المتهمة أنها لم تكن تنوي إلحاق الأذى بأي شخص، وأضافت: “في تلك اللحظة، كنت أرغب في رؤية النيران تشتعل وأنا أشاهد وأشعر بمشاعر الرعب في نفوس الناس، خاصةً مع تصاعد لهب النيران”.

وكشفت التحقيقات عن أن الممرضة استخدمت قداحة صغيرة وفنارًا طبيًا مبللًا بالكحول لإشعال النيران داخل غرف المستشفى، واحدة تلو الأخرى، حيث كانت في نوبة العمل الخاصة بها أثناء وقوع الحادث، وثبت من المستندات الإدارية المرفقة في القضية أن المتهمة كانت جزءًا من فريق التمريض في قسم الباطنة وقت وقوع الحريق.

وقد أكدت الجهات المختصة أن اعترافات المتهمة كانت متسقة مع الأدلة المادية المتوفرة، مثل المقاطع المصورة من كاميرات المراقبة والتقارير الأمنية، وبعد فحص تقرير الأدلة الجنائية عن حجم الخسائر الناتجة عن الحريق، التي تقدر بعشرات الآلاف من الجنيهات، ثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن الحريق كان متعمدًا.

وأوضحت مصادر طبية مختصة في الطب النفسي أن اعترافات المتهمة قد تعكس اضطرابًا نفسيًا عميقًا، ربما يتعلق بعوامل نفسية لم يتم الكشف عنها بعد، وتوقعوا أن يتم إجراء فحوصات نفسية للتحقق من سلامة قواها العقلية، في ضوء الظروف التي أدت إلى ارتكاب هذا الفعل الصادم.