مصافي عدن: منارة التكرير لا ينبغي أن تُطفأ

مصافي عدن ليست مجرد منشأة نفطية عادية، بل أحد أعمدة الاقتصاد اليمني وركيزة من ركائز السيادة الوطنية. تأسست كمصفاة تكرير، لا كخزان وقود، وتمتلك بنية تحتية متكاملة تشمل مرافق تكرير، ميناءً بحريًا، ومستودعات عملاقة، ما يجعلها من أبرز المنشآت النفطية في المنطقة.
الهوية التكريرية للمصفاة ليست خيارًا، بل ضرورة
وظيفة المصفاة الأساسية هي تكرير النفط الخام، وتحويله إلى مشتقات عالية القيمة تُغذي السوق المحلية وتخفف الاعتماد على الاستيراد. استمرارها في هذا الدور يعني تشغيل آلاف العمال، وتنشيط سلاسل التوريد، وتوفير العملة الصعبة، بل وفتح آفاق للتصدير.
أما تحويل المصفاة إلى مجرد خزّان للوقود فهو تفريغ لدورها الاستراتيجي، وطمسٌ لهوية صُممت لأجلها منذ عقود.
إن تخزين المشتقات فقط دون تكرير، ليس إلا حلاً مؤقتًا لأزمات طارئة، لكنه لا يبني اقتصادًا ولا يصنع استقرارًا.
في الواقع، نادرًا ما نرى في العالم دولة تملك مصفاة عاملة وتقرر تعطيلها لتحوّلها إلى مستودع فقط، لأن ذلك ببساطة تنازلٌ عن قيمة مضافة كبرى.
الخطر يتعدى الاقتصاد إلى المجتمع
المصفاة هي شريان حياة لآلاف الأسر. تقليص نشاطها يحرم المجتمع من فرص العمل، ويدفع بكفاءات نادرة نحو البطالة أو الهجرة. كما أن تراجع قدرتها على التكرير يفتح الباب لمزيد من التبعية للمستوردين، بما يعنيه ذلك من ارتفاع التكاليف، وانكشاف أمني، وضعف في القرار الوطني.
ختامًا…
مصافي عدن لا يجب أن تُعامل كمستودع على هامش التاريخ، بل كمؤسسة سيادية لها دور مركزي في صناعة القرار الاقتصادي. وأي خطوة نحو اختزالها في وظيفة التخزين فقط، هي ببساطة خطوة للخلف، لن يغفرها لا التاريخ ولا الجغرافيا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.