مزاعم تصدّي الحوثيين للهجوم الإسرائيلي تثير غضب اليمنيين

أثارت مزاعم الحوثيين بشأن تمكّن دفاعاتهم الجوية من “إفشال الجزء الأكبر” من الهجوم الإسرائيلي الأخير، غضباً واسعاً لدى الشارع المحلي الذي اعتبر هذه الادعاءات “استهتاراً واضحاً بأمن وسلامة المدنيين في اليمن”.
وعاش سكان العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، يوم الأربعاء الماضي، لحظات عصيبة ومروعة جراء الغارات التي هزّت العديد من الأحياء، ودفنت عشرات المواطنين تحت أنقاض منازلهم، فيما ادّعى المتحدث العسكري للحوثيين، يحيى سريع، أن “الدفاعات الجوية تصدّت للطائرات الإسرائيلية” التي تشنّ عدوانًا على اليمن.
وقال سريع، في تدوينة على منصة “إكس”، إن “دفاعاتهم الجوية، تمكنت من إطلاق عدد من صواريخ أرض – جو، أثناء تصديها للعدوان على بلدنا، وتم إجبار بعض التشكيلات القتالية على المغادرة قبل تنفيذ عدوانها، وإفشال الجزء الأكبر من الهجوم”.
وبعد بضع ساعات، روّج الحوثيون لمقطع فيديو مزعوم يظهر تصدّي إحدى منظومات الدفاع الجوي التابعة لهم لطائرة في سماء صنعاء. وفي الوقت نفسه، نشرت حسابات حوثية نشطة على مواقع التواصل الاجتماعي عناوين وهمية، نُسبت لصحف عبرية، تشير إلى “فشل الجيش الإسرائيلي في تنفيذ مهمته فوق صنعاء نتيجة تصدّي يمني كثيف بصواريخ أرض – جو”.
تضليل وتزييف
كشفت منصة “مسبار” المحلية المتخصصة في التحقق من صحة المعلومات، أن الفيديو المتداول “مضلل وقديم”، إذ بثّه الحوثيون، لأول مرة قبل 8 سنوات، أثناء تصدّيهم لإحدى الطائرات في سماء صنعاء، وقد استخدم عدة مرات، لاحقًا، من قبل المنصات الإيرانية والحوثية.
وأوضحت المنصة أن الفيديو، الذي نشر على أنه يوثّق التصدي للقصف الإسرائيلي الأخير، يعود إلى 8 يناير/ كانون الثاني 2018، تزامنًا مع إعلان الحوثيين إدخال منظومة دفاع جوي جديدة خلال عمليات التحالف العربي ضد الميليشيا.
وعبّر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم من الادعاءات الحوثية، مشيرين إلى أنها ركّزت على “الدفاعات الجوية” أكثر من نشر صور الضحايا المدنيين، والمنازل المدمرة، جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة في اليمن.
وتساءل آخرون عن “معنى مصطلح الدفاعات الجوية لدى الحوثيين وأهميته، في ظل سقوط أكثر من 200 قتيل وجريح”.
“مأساة مستنسخة”
وقال الناشط السياسي علي البخيتي إن الحوثيين لا يريدون أن يصور أحد تأثير الغارات الإسرائيلية على المنازل والناس ويعاقبون من يفعل ذلك، مؤكدًا أنهم لا يريدون أن يرى أحد البكاء والعويل والمشاعر الإنسانية الطبيعية، ولا صراخ الناس قائلين: “لماذا أقحمنا معتوه صعدة في هذه الحرب، وهو لا يملك منظومة دفاع جوي، ولا ملاجئ، كما في إسرائيل لحماية المواطنين؟”.
وأضاف في تدوينة على “إكس” أن سردية الحوثيين والصورة النمطية التي رسخوها عن اليمني باعتباره كائنًا لا يكترث للحياة “أدت إلى استرخاص العالم لدماء اليمنيين طالما هم هكذا يحبون الموت، ويسعون له فداء لغزة، ولهذا لا أحد يندد بما يحدث، حتى من ينددون بقصف غزة يصمتون عن اليمن، فصار الدم اليمني الأرخص في العالم بسبب هذا الرخيص فقيه صعدة”.
وأوضح أن دعم غزة يجب أن يتجسّد في “القدرة على وقف معاناة الفلسطينيين أو الحد منها على الأقل، وليس بخلق مأساة جديدة في صنعاء واستنساخ الدمار والعويل والبكاء”.
ووجّه البخيتي حديثه للحوثيين قائلاً: “لم توقفوا مأساة غزة ولا حتى حدّيتم منها، ولم تحموا اليمن ومدنه من أن تتحول إلى غزة أخرى. المعتوه عبدالملك الحوثي ورّط اليمن الجريح فقط”.
قدرات محدودة
ويمتلك الحوثيون ترسانة متنوعة من المقذوفات ضمن منظومتهم الدفاعية، أبرزها الصواريخ السوفييتية التي استولوا عليها من الجيش اليمني وأجروا عليها تعديلات، إلى جانب صواريخ مستنسخة من “صياد” الإيرانية المميزة بسرعتها ومداها الذي يصل إلى 100 كيلومتر، وتعمل بتقنيات توجيه متقدمة.
وقتل 46 مدنيًا، بينهم 5 أطفال و11 امرأة، فيما أصيب 165 آخرون، منهم 31 طفلاً و29 امرأة، وفق أحدث إحصائية نشرتها وزارة الصحة والبيئة التابعة لحكومة الحوثيين غير المعترف بها، مساء الخميس، لضحايا الغارات الإسرائيلية في صنعاء ومحافظة الجوف.
ومن بين جميع المواقع المستهدفة الأربعاء الماضي، كانت الضربة الجوية التي استهدفت مقر التوجيه المعنوي بحيّ التحرير وسط العاصمة صنعاء الأكبر من حيث عدد الضحايا، نتيجة وقوعه وسط حي سكني مزدحم بالمئات من منازل المواطنين.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.