محطات هامة من حياة الفقيد الصحفي سالم الفراص يرويها باشراحيل والمرفدي

في فعالية التأبين التي أقامتها نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين صباح اليوم الخميس برعاية الهيئة العامة للمنطقة الحرة عدن للفقيدين الصحفي والأديب سالم الفراص والمخرج الاذاعي سعيد شمسان ، رحمهما المولى تعالى ألقى محمد هشام باشراحيل، رئيس مجلس الإدارة لمؤسسة 14 أكتوبر للصحافة والطباعة والنشر رئيس التحرير وريام المرفدي ، مدير عام التسويق والترويج والاعلام في المنطقة الحرة عدن .
▪نص كلمة محمد هشام باشراحيل
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الحضور الكريم
نجتمع اليوم في لحظة وفاء واعتراف، نستحضر فيها سيرة رجلين من خيرة أبناء عدن، ورمزَين من رموز الكلمة والصوت والإبداع، غيبهما الموت لكنّ أثرهما سيبقى شاهدا لا يمحوه الزمن.
نترحّم اولاً على روح الصحفي والأديب الاستاذ سالم الفراص الذي وهب عمره للكلمة النزيهة والفكر المستنير، وعمل في صحيفة 14 أكتوبر العريقة مبكراً في عام 1981م حيث عمل بها على مدى أكثر من أربعة عقود، كاتبا لعمود أسبوعي منتظم ثم شغل منصب كبير محرري الصحيفة حتى وفاته و ترك فيها إرثا مهنيا وأدبياً يُحتذى به.
كان الفراص مثالًا للصحفي الملتزم والكاتب الحرّ حمل قلمه بصدق ومسؤولية، وكتب لوطنه وعدن بأمانة لا تعرف المساومة. جمع بين دقة الصحافة وعمق الأدب وبين المبدأ والإنسانية فصار قلمه منارة لأجيال من الإعلاميين والمثقفين. لم يكن مجرد كاتب أو محرر، بل ضميرا نابضا بالصدق وصوتا ثقافيا متفردا امتزج فيه الحس الأدبي بالوعي الاجتماعي فكتب بعين الصحفي ووجدان الأديب.
عرفناه رقيقا في حرفه، صادقا في مواقفه نزيهًا في رسالته صادق الانتماء لعدن ووطنه الكبير.
كما نترحم على روح المخرج الإذاعي سعيد شمسان الذي عمل على تخليد الذاكرة السمعية وأسهم في إثراء الإذاعة العدنية بأعمال بقيت محفورة في وجدان المستمعين ..كان من الذين جعلوا من الميكروفون رسالة ومن الفنّ وسيلة للوعي والجمال،
برحيلهما، تخسر عدن ركنين من أركانها الثقافية والإعلامية، وتخسر الصحافة والإذاعة في اليمن وجهين من وجوه الإخلاص والإبداع.
غير أن الكبار لا يموتون لأن أثرهم في الناس باق وكلماتهم وأصواتهم تظل حاضرة في الذاكرة والوجدان تذكرنا بأن العطاء الحقيقي هو ما يخلّد الإنسان.
رحم الله سالم الفراص وسعيد شمسان وأسكنهما فسيح جناته وجزاهما عن وطنهما وثقافتهما خير الجزاء وألهم أهلهما وزملاءهما الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
▪نص مرثية ريام المرفدي :
رثاء في تابين الفقيد الراحل سالم الفراص
بقلم: ريام المرفدي
هناك أشخاص لا يُغادرونا برحيلهم، بل يستقرّون في الذاكرة كعلاماتٍ فارقة، وكأن الحياة منحتهم وهجًا لا ينطفئ مهما غابوا عن المشهد.
وكان أستاذي سالم الفراص أحد أولئك الذين لا يرحلون، بل يخلّدهم أثرهم وصدق عطائهم.
لم يكن مجرد أديبٍ وإعلامي، بل كان شخصيةً مخضرمةً معاصرة، وذاكرةً ناطقة، ولسانًا صادقًا، ومثقفًا يؤمن بأن الكلمة قيمة ومسؤولية، لا وسيلة استعراض.
في سنوات العمل التي جمعتني به، لم أره يومًا يلهث خلف الأضواء، بل كان الضوء يتبعه؛ يحمل قلمه كمن يحمل مصباحه في العتمة، لا ليُبهر، بل ليهتدي ويُهدي. كان أديبًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وحين يتحدث، يعلو حديث المعرفة على أي ضجيج، وتغلب لياقة الأدب ..
لم يكن الأستاذ سالم الفراص زميلًا عابرًا في الهيئة، بل كان معلمًا وأبًا لنا جميعًا.
لن أنسى يوم أهداني روايته وكتب على غلافها: �إلى ابنتي الغالية، لتذكريني بها�… كلماتٌ لا تزال حيّة في ذاكرتي، تلامس قلبي كلما استحضرت حضوره النبيل.
لقد ترك الراحل الكبير بصماتٍ لا تُمحى في أروقة المنطقة الحرة – عدن، حيث مارس الإعلام بروح الأديب، وكتب كمن يحفر في الذاكرة لا على الورق. كان عاشقًا لعدن، لجمالها وبساطتها، ومخلصًا لمهنته حتى اللحظة الأخيرة.
رحيله وإن جاء صامتًا كما كان دائمًا، إلا أنه خلّف فينا فراغًا عميقًا لا يُملأ. غاب الجسد، لكن بقي الأثر في كل كلمةٍ كتبها، وكل موقفٍ مهني، وكل نصٍ صادقٍ حمل روحه النقية.
في تابين الفقيد، تتقاطع مشاعرنا بين حزن الفقد وفخر المعرفة؛ حزنٌ على غيابه، وفخرٌ بأننا عرفنا قامةً أدبيةً ومهنيةً نادرة بمثل نُبله وصدق حروفه.
وداعًا أبا زرياب…
أستاذي ومعلمي ومديري،
كنت كبيرًا في حضورك، وأصبحت أكبر في غيابك.
وستواصل عدن تايم تباعا مداخلات عن الفقيد المخرج الاذاعي سعيد شمسان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








