محاضرات نوعية تستعرض “كنوز حضرموت” في جامعة موسكو الحكومية

المكلا (المندب نيوز) خاص

في إطار فعاليات المعرض الحضرمي المُقام حاليًا في رحاب جامعة موسكو الحكومية، والذي تنظمه جامعة حضرموت وضمن فعاليات “أسبوع حضرموت في جمهورية روسيا الاتحادية”، استضافت جامعة موسكو الحكومية ثلاث محاضرات نوعية استقطبت اهتمامًا واسعًا من الأكاديميين والمهتمين بالثقافة والتراث والتنمية.

قدمت المحاضرات رؤى معمّقة حول جوانب بارزة من حضرموت، مسلطةً الضوء على ثرواتها الطبيعية وتراثها المعماري وطموحاتها نحو المستقبل الرقمي.

افتتحت الفعاليات بمحاضرة مهمة قدّمها الأستاذ الدكتور محمد سعيد خنبش، رئيس جامعة حضرموت، بعنوان “أسرار العسل الحضرمي”، استعرض فيها الدكتور خنبش الأنواع المتميزة للعسل الحضرمي، المشهود بجودته العالية وخصائصه العلاجية الفريدة، وتناول تاريخ إنتاج العسل في حضرموت، مؤكدًا على أهميته الاقتصادية كمصدر رزق حيوي وعلى مكانته الثقافية المتجذرة في المجتمع الحضرمي، كما استعرض أحدث الأبحاث العلمية التي تؤكد الفوائد الصحية المتعددة لهذا المنتج الطبيعي الثمين، مُبرزًا القيمة العالمية للعسل الحضرمي.

وفي محاضرته بعنوان “رقمنة المعالم الطينية والأثرية في حضرموت”، أكد الدكتور عبدالله باغميان على الدور الحيوي للتقنيات الحديثة في توثيق وحماية التراث المعماري والأثري لحضرموت، موضحًا كيف تساهم أدوات مثل الدرونز والكاميرات 360 والماسحات ثلاثية الأبعاد في إنشاء صور رقمية دقيقة وشاملة للمعالم، مما يفيد الباحثين والمهتمين بالتراث ويسهل عمليات الترميم المستقبلية.

واختتمت الفعاليات بمحاضرة قيمة قدّمها المهندس علي باسعد، تناولت موضوع “جمالية واستدامة العمارة الطينية في حضرموت”، حيث استعرض المهندس باسعد تاريخ هذا النمط المعماري الفريد الذي يميز حضرموت، وأبرز خصائصه الجمالية المتفردة وتكيّفه المثالي مع البيئة المحلية، مؤكدًا على الجوانب المستدامة للعمارة الطينية كمادة بناء طبيعية وصديقة للبيئة، واستعرض جهود مؤسسة دوعن للعمارة الطينية في الحفاظ على هذا التراث المعماري وترميمه وتقديمه كنموذج للعمارة المُستدامة المعاصرة.

وتعد المحاضرات النوعية التي يُقدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء الحضارم في جامعة موسكو، إلى جانب المعرض الحضرمي الذي يشمل مقتنيات وأفلام توثيقية شاملة عن حضرموت خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف “اسبوع حضرموت في جمهورية روسيا الاتحادية”، حيث ساهم ذلك في إثراء المعرفة لتقديم صورة متكاملة وشاملة عن حضرموت بتاريخها العريق وثقافتها الغنية وإمكانياتها المتنوعة في مختلف المجالات.

ويمثّل “أسبوع حضرموت في جمهورية روسيا الاتحادية” مبادرة استراتيجية مهمة لتعزيز أواصر التعاون والتبادل الثقافي والأكاديمي والاقتصادي بين حضرموت وروسيا الاتحادية، وتعريف الجمهور الروسي على كنوز حضرموت الثقافية والتراثية والطبيعية، واستكشاف الفرص المتاحة للتعاون المشترك في مجالات التعليم والبحث العلمي والاستثمار والاقتصاد والسياحة.

وكانت فعاليات الأسبوع انطلقت بنجاح الاسبوع الماضي في العاصمة الشيشانية “غروزني”، ولاقت تفاعلًا رسميًا وشعبيًا كبيرًا، وتستمر فعالياته في جامعة موسكو الحكومية، إحدى أعرق الجامعات الروسية.