ما وراء الاصطفاف الإعلامي الإخواني الحوثي لاستهداف حضرموت ونخبتها؟


أثار الالتقاء الواضح في الخطاب الإعلامي بين منابر محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، ودوائر إعلامية قريبة من الحوثيين، وجماعة الشيخ علي سالم الحريزي في المهرة، تساؤلات واسعة في الأوساط الجنوبية حول طبيعة المشروع السياسي الذي يجري بناؤه في الشرق اليمني، والجهة المستفيدة من استهداف حضرموت ونخبتها العسكرية والقضية الجنوبية عموماً.

وخلال الأيام الماضية، رُصدت موجة من الدعم والمساندة الإعلامية لتحركات الشيخ عمرو بن حبريش في حضرموت، ترافقت مع حملة تحريض ضد قوات النخبة الحضرمية، اعتبرها مراقبون جنوبيون محاولة ممنهجة لضرب واحدة من أكثر القوات تنظيماً في الجنوب وإدخال المحافظة في حالة فوضى واضطراب أمني.

اصطفاف إعلامي لافت

تصدّرت قنوات بلقيس ويمن شباب والمهرية المشهد ببرامج وتقارير اعتُبرت منحازة إلى خطاب بن حبريش، في مقابل تصوير قوات النخبة الحضرمية بوصفها طرفاً في الصراع، وليس قوة رسمية معنية بحماية الأمن والاستقرار في المحافظة.

ويرى منتقدون أن هذا النمط من التغطية يضع هذه القنوات في موقع المتقاطع – موضوعيًا على الأقل – مع خطاب الحوثي والإخوان تجاه الجنوب وقواته المحلية.

إلى جانب ذلك، برزت مواقف داعمة لتحركات بن حبريش من قبل عدد من النشطاء والإعلاميين المحسوبين على تيار الإخوان أو القريبين من خطاب الحوثي، من بينهم:

عادل الحسني، أنيس منصور، مختار الرحبي، إضافة إلى نشطاء معروفين بخطابهم المتقاطع مع رواية الحوثيين في ملفات الجنوب.

هذا الاصطفاف الرقمي على منصات التواصل انعكس في حملات مكثفة ضد النخبة الحضرمية وضد المجلس الانتقالي الجنوبي، مع إبراز بن حبريش بوصفه “صوت حضرموت” في مواجهة ما يصفونه بـ“الهيمنة الجنوبية”.

دور جماعة الحريزي

في موازاة ذلك، تُقرأ مواقف علي سالم الحريزي وجماعته في المهرة بوصفها حلقة مكمّلة لهذا المشروع؛ إذ أن تقاطع خطاب الحريزي مع الحوثيين في استهداف التحالف العربي والقوات الجنوبية، ثم ظهوره في مواقف متقاربة مع بن حبريش، يعزز الانطباع بوجود شبكة مصالح سياسية وإعلامية تتحرك على خط المهرة – حضرموت.

ويرى مراقبون جنوبيون أن الغطاء الإعلامي الذي توفره منابر قريبة من الإخوان والحوثي لتحركات بن حبريش، بالتزامن مع نشاط أنصار الحريزي في المهرة، يشير إلى محاولة أوسع تهدف إلى الضغط على قوات النخبة الحضرمية وتشويه صورتها تمهيداً لإعادة تشكيل موازين القوة في حضرموت وخلق بيئة توتر وفوضى على امتداد الساحل الشرقي لليمن، بما يفتح المجال أمام مشاريع نفوذ خارج إطار الدولة بإلاضافة الى استنزاف الموقف الجنوبي الموحد عبر صدامات “جنوبية – جنوبية” تصب في نهاية المطاف لصالح الحوثي والقوى المناهضة لمشروع الدولة الجنوبية.

مشروع يستهدف حضرموت والقضية الجنوبية

وفقاً لعدد من المحللين الجنوبيين، فإن الرسالة السياسية لهذا الاصطفاف الإعلامي يمكن تلخيصها في ثلاثة مستويات رئيسية أولها إضعاف حضرموت من الداخل عبر ضرب الثقة بقوات النخبة الحضرمية وخلق حالة استقطاب قبلي ومناطقي، بما يحوّل الخلافات إلى صدامات ميدانية تُنهك البنية الأمنية للمحافظة. بالإضافة الى فتح هامش حركة لقوى مناوئة للجنوب من خلال إبراز شخصيات قبلية أو سياسية بوصفها بدائل عن القوى الجنوبية الحالية، في سياق مشروع أوسع يُتهم الحوثي والإخوان بالاستفادة منه لخلخلة الصف الجنوبي.

المشهد الراهن في حضرموت والمهرة لا يمكن عزله عن الحرب الإعلامية والسياسية الدائرة على مستوى اليمن والمنطقة؛ فحين تلتقي منابر محسوبة على الإخوان مع خطاب حوثي ومع تحركات قوى محلية مثيرة للجدل، يصبح السؤال مشروعاً حول طبيعة المشروع الذي يجري تسويقه، والجهة التي ستدفع الثمن في النهاية.

وبينما تتكثف حملات التحريض ضد النخبة الحضرمية والقوى الجنوبية، يحذّر نشطاء وسياسيون من أن الطرف الأضعف في هذه المعادلة سيكون هو الشارع الحضرمي، إذا ما تم الزج به في صراعات لا تخدم استقراره ولا قضاياه الوطنية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى