ماذا يحدث في الساحل الغربي لليمن؟ قصة نهضة بدأت بالطاقة الشمسية!

بينما تستمر مليشيا الحوثي في زعزعة استقرار اليمن وزرع الخراب في مختلف المناطق، يشهد الساحل الغربي تحولًا تنمويًا ملموسًا، يعكس رؤية واقعية طموحة تقودها المقاومة الوطنية برئاسة العميد طارق صالح، وبتمويل سخي من دولة الإمارات العربية المتحدة.

هذا التحوّل لا يقتصر على إعادة إعمار ما دمرته الحرب، بل يسعى إلى وضع أسس جديدة للدولة القائمة على التنمية والخدمات والاستدامة، بعيدًا عن الفوضى والوصاية.

من الطاقة إلى البنية التحتية.. قصة نهضة تُبنى على أرض الواقع

تشمل المبادرات التنموية التي تنفذها المقاومة الوطنية بدعم إماراتي مجموعة واسعة من المشاريع الاستراتيجية في قطاعات الطاقة، والبنية التحتية، والصحة، والتعليم، والنقل، بما فيها مشاريع بناء مستشفيات، وطرق رئيسية، ومدارس، ومحطات طاقة شمسية، بالإضافة إلى تطوير مطار دولي ومنطقة مينائية حيوية ومناطق صناعية مستقبلية.

هذه الجهود تضع الساحل الغربي على خريطة النهضة الاقتصادية والاجتماعية في اليمن، وتحوله إلى نموذج يُحتذى به في مرحلة ما بعد الحرب، حيث أصبحت هذه المنطقة اليوم مثالًا حيًّا على التعاون البنّاء بين الدعم الخارجي والرؤية الوطنية الطموحة.

المقاومة الوطنية: نموذج الدولة الجديد في وجه الإرهاب والتطرف

وأكد الدكتور فهد المعبقي، رئيس القطاع الاقتصادي في المقاومة الوطنية، أن “التجربة التنموية في الساحل الغربي لليمن تمثل نموذجًا رائدًا للتكامل بين الدعم الإماراتي السخي والرؤية الوطنية الشاملة التي تقودها المقاومة الوطنية برئاسة العميد طارق صالح”.

وقال المعبقي في تصريحات : “إننا نعمل هنا على بناء دولة فعلية قائمة على التنمية، وليس فقط على المواجهة العسكرية. نحن نعيد تعريف معنى الدولة عبر توفير الخدمات الأساسية، وبناء البنية التحتية، وخلق فرص عمل، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للعيش الكريم للمواطنين”.

وأضاف أن “المقاومة الوطنية ليست مجرد قوة عسكرية، بل هي أيضًا قوة بناء وتنمية، تسعى لرسم مستقبل مختلف لليمن، يرتكز على الحلول المستدامة، ويستجيب لاحتياجات الناس الحقيقية”.

الطاقة الشمسية.. حجر الزاوية في النهضة الشاملة

تعتبر الطاقة الكهربائية أحد أهم مفاتيح التنمية في أي مجتمع، وهي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها خدمات الصحة، والتعليم، والصناعة، والاقتصاد بشكل عام. ولذلك، أولت المقاومة الوطنية اهتمامًا كبيرًا بتطوير قطاع الطاقة، وخاصة الطاقة المتجددة، كحل استراتيجي دائم ومستدام لأزمة الكهرباء التي تعاني منها البلاد منذ سنوات.

وأوضح المعبقي أن “اليمن يعاني من انهيار كامل في منظومة الكهرباء التقليدية، نتيجة الحرب، وعدم القدرة على توفير الوقود الأحفوري، وارتفاع تكاليف التشغيل”. وأضاف أن “الاعتماد على الوقود الأحفوري لم يعد ممكنًا من الناحية الاقتصادية أو اللوجستية، وهو يشكل عبئًا ماليًّا ثقيلًا على الدولة والمواطنين على حد سواء”.

وتابع: “الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية، توفر حلًّا عمليًّا ومستدامًا لتلك الأزمة، بفضل انخفاض تكاليف التشغيل، واستقلالية المصدر، وقدرتها على الوصول إلى المناطق النائية التي ظلت لسنوات بدون كهرباء”.

مشاريع الطاقة الشمسية في الساحل الغربي.. خارطة طريق نحو الاستدامة

قدم المعبقي تفاصيل دقيقة حول المحطات الشمسية التي تم أو جرى تشييدها في الساحل الغربي بدعم إماراتي، والتي تهدف إلى تأمين مصدر طاقة مستقر ومنخفض التكلفة لخدمة المواطنين ودعم خطط التنمية المحلية.

محطة المخا الأولى (تم تشغيلها)

  • القدرة الإنتاجية: 20 ميغاواط
  • المساحة: 250,000 متر مربع
  • عدد الألواح الشمسية: 30,000 لوح
  • كفاءة الألواح: بين 18% إلى 21%
  • تاريخ التشغيل: ديسمبر 2023
  • الفئات المستفيدة: مدينة المخا، المستشفى العام، الميناء، والأسر والمراكز الخدمية

محطة المخا الثانية (قيد التنفيذ)

  • القدرة الإنتاجية: 40 ميغاواط
  • المساحة: 533,000 متر مربع
  • عدد الألواح الشمسية: 63,628 لوحًا بقدرة 635 واط لكل لوح
  • الهدف الاستراتيجي: تغذية المدينة والمطار والمنطقة الصناعية الجديدة، مما يساهم في جذب الاستثمارات الصناعية والخدمية

محطة مديرية حيس (قيد التنفيذ)

  • القدرة الإنتاجية: 10 ميغاواط
  • المساحة: 180,000 متر مربع
  • الأثر المتوقع: إعادة التيار الكهربائي إلى مديرية حيس بعد سنوات من الانقطاع، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية

محطة مدينة الخوخة (قيد التنفيذ)

  • القدرة الإنتاجية: 10 ميغاواط
  • المساحة: 225,000 متر مربع
  • الفئات المستفيدة: سكان الخوخة والمناطق المحيطة، مع تحسين بيئة العمل في قطاعات الصيد والزراعة والخدمات

الطاقة النظيفة.. ضرورة وطنية ومسؤولية تنموية

شدد المعبقي على أن “التحول نحو الطاقة النظيفة لم يعد خيارًا بديلًا، بل ضرورة وطنية ومسؤولية تنموية، تتصدر أولويات المرحلة الراهنة”. وقال إن “القطاع الاقتصادي للمقاومة الوطنية تولى قيادة هذا الملف ميدانياً وإدارياً، من خلال تخطيط ومتابعة تنفيذ مشاريع طاقة شمسية استراتيجية تستهدف المناطق المحرومة، وتُحقق نقلة نوعية في مستوى المعيشة”.

وأضاف أن “المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح تتبنى سياسة واضحة لدعم الطاقة النظيفة كجزء من مشروع وطني لإعادة الإعمار وتعزيز الخدمات الأساسية في المناطق المحررة”.

التعاون الإماراتي.. شراكة استراتيجية تُصنع المستقبل

أشاد المعبقي بالدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في دعم مشاريع التنمية في الساحل الغربي، مؤكداً أن “الإمارات كانت ولا تزال شريكًا استراتيجيًّا في بناء اليمن الجديد، ليس فقط عبر المساعدات الإنسانية، بل من خلال استثمارات تنموية حيوية تترك أثراً مباشراً في حياة اليمنيين”.

وقال: “الدعم الإماراتي يُعد امتدادًا لموقفٍ ثابتٍ من دولة الإمارات في مساندة الشعب اليمني، ومساندة جهود بناء الدولة الحديثة، ومواجهة التمدد الإيراني عبر أدواته الحوثية”.

الخاتمة: نموذج يمني جديد يولد من رحم الأزمات

ما يجري في الساحل الغربي لليمن هو أكثر من مجرد مشاريع تنموية؛ إنه تجسيد لرؤية شاملة لإعادة بناء الدولة، وبناء اقتصاد مستدام، ومجتمع مزدهر.

في ظل الدمار الذي تخلفه مليشيات الحوثي، يقف الساحل الغربي شاهدًا حيًّا على أن هناك جهة داخل اليمن تملك القدرة والرغبة في بناء مستقبل أفضل، وأن هناك شريكًا إقليميًّا يؤمن بأن الاستثمار في الإنسان والتنمية هو الطريق الأقصر لتحقيق السلام والاستقرار.

وبفضل هذا التعاون الوثيق بين المقاومة الوطنية ودولة الإمارات، يسير الساحل الغربي بوهج نحو نهضة مشهودة، ليكون نموذجاً يحتذى به لبقية اليمن، ونقطة بداية حقيقية لدولة المؤسسات والتنمية والسلام.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى