مؤامرة مهزومة لكسر فرحة عدن بالعيد

رأي المشهد العربي

لاتمثل موجة ارتفاعات الأسعار التي يعاني منها مواطنو العاصمة عدن مع حلول عيد الأضحى بمعزل عن حرب واسعة النطاق تتضمن معاناة مروعة وتغييبا واسع النطاق للخدمات.

موجة الغلاء التي تتزامن مع حلول عيد الأضحى بمعدلات غير مسبوقة تطال معظم السلع الأساسية، وعلى رأسها المواد الغذائية، الأضاحي، والاحتياجات الموسمية المرتبطة بالعيد. في مشهد متكرر يعيد نفسه في كل موسم ديني أو وطني، تبدو الأسواق شبه مشلولة، والقدرة الشرائية للمواطن في تراجع مستمر، فيما ترتفع الأسعار بلا رقيب، وسط غياب واضح لأي دور رقابي أو تخفيفي من الجهات المختصة.

ما يُثير الريبة، ويتجاوز حدود الأزمة الاقتصادية المعتادة، هو التوقيت المدروس لهذه الارتفاعات، وطبيعة استهدافها المباشر لأبناء الجنوب، وخصوصا في عدن، فهذه الموجة من الغلاء المعيشي ليست ناتجة فقط عن تقلبات السوق أو اختلالات الاقتصاد، بل تأتي ضمن سلسلة من الضغوط الممنهجة التي تمارسها قوى الاحتلال اليمنية، بهدف تركيع عدن، وضرب معنويات شعب الجنوب في واحدة من أكثر المناسبات الروحية والاجتماعية ارتباطا بالقيم والتماسك الشعبي.

تمضي تلك القوى، عبر أدواتها الاقتصادية، في تجفيف شرايين الحياة، لتجعل من العيد عبئا على المواطن الجنوبي، بدلا من أن يكون مناسبة للفرح والسكينة، فهي حرب اقتصادية بوجه جديد، تتخذ من الأسعار سلاحًا، ومن المناسبات فرصة لفرض الحصار النفسي والاجتماعي، وخلق حالة من الإحباط العام.

ورغم هذا الحصار المعيشي، يُظهر الجنوبيون مرة أخرى قدرتهم العجيبة على الصمود، فالمواطن في عدن، برغم قسوة الظروف، لا يزال متمسكا بكرامته، يقتسم القليل مع جيرانه، ويحول مشقّات العيد إلى مساحة للتضامن.

كما أن المبادرات الشعبية وحملات التكافل والأنشطة التطوعية في الأحياء، تبرهن أن الجنوب، وإن جُوّع، لن يُهزم. فعدن لا تزال تنبض بروح التحدي، والوعي الجمعي فيها بات يدرك أن هذا الضغط ليس صدفة، بل سياسة لإضعاف روح المقاومة الوطنية.

وفي خضم هذه الحالة، فإن بقاء المؤسسات المالية في قبضة المركز اليمني، وتلاعب شبكات النفوذ في العملة والأسواق، يعدّ أحد أبرز أسباب هذا الاختلال، ولا يوجد بديل عن تمكين الجنوب من إدارة موارده واستعادة قراره الاقتصادي، باعتباره ضرورة قصوى لبناء الاستقلال الحقيقي، الذي لا يكتمل بلا سيادة على لقمة العيش.

استهداف عدن عبر غلاء الأسعار عشية العيد هو تذكير آخر بأن المعركة لم تعد فقط في ميادين القتال، بل باتت تدور في الأسواق، والمخابز، وجيوب المواطنين. ومع ذلك، يثبت الجنوبيون مجددًا أن قوتهم ليست في وفرة الموارد، بل في صلابة الإرادة، وأنهم مهما اشتدت الحرب ضدهم، قادرون على الثبات، حتى يكتب النصر بدم الشهداء وصبر الأحياء.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى