مأساة السيول في حجة تتجدد.. وفاة 3 أطفال وتشرّد مئات الأسر

تواجه محافظة حجة مأساة إنسانية جديدة مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي اجتاحت عدداً من مديرياتها خلال اليومين الماضيين، متسببة في سقوط ضحايا وانهيار منازل وتشريد مئات الأسر، فيما تتفاقم معاناة النازحين في ظل غياب الحلول العاجلة والإجراءات الوقائية.

أكدت مصادر محلية وفاة ثلاثة أطفال وإصابة والدهم يحيى عبدالله حجاجي، جراء انهيار منزلهم بفعل الأمطار الغزيرة في قرية الخضراء بمديرية كعيدنة محافظة حجة.

كما شهدت مديرية عبس وعدد من المديريات بالمحافظة منذ يوم أمس سيولاً جارفة وأمطاراً غزيرة، خلفت دماراً واسعاً في المنازل وفاقمت الأوضاع الإنسانية المتردية أصلاً. ونشر الصحفي عيسى الراجحي صوراً لمنازل مدمرة وأسر نازحة في العراء، وعلّق قائلاً: “عبس منكوبة.. الأمطار والسيول دمّرت مئات منازل النازحين”.

وأكدت مصادر محلية لوكالة 2 ديسمبر، أن السيول تسببت في تدمير مئات المنازل في عبس والربوع وشفر وبني حسن، خصوصاً تلك المشيدة بمواد بسيطة لا تقاوم مثل هذه الظروف المناخية القاسية. وتحوّلت مساكن النازحين إلى أكوام من الركام، تاركة آلاف الأسر بلا مأوى يواجهون أوضاعاً إنسانية صعبة في العراء.

إهمال متكرر

وتتكرر كوارث السيول وتداعياتها المدمرة سنوياً في عبس والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، في ظل غياب أدنى مقومات الحماية في مخيمات ومساكن النازحين، التي تعاني من الإهمال وافتقارها لأعمال  الصيانة والتجديد، بعد أن أجبرت المليشيا عدداً من المنظمات الإنسانية على مغادرة المنطقة.

وفي السياق ذاته، انتقد الشيخ محمد يحيى ثواب، أحد مشايخ عبس، عبر صفحته على فيسبوك، تقاعس السلطات عن اتخاذ إجراءات وقائية، قائلاً: “الأعوام الماضية شهدنا نفس المأساة في مخيمات النازحين بعبس، لكن لا أحد من المسؤولين يتحرك قبل وقوع الكارثة. عن أي مسؤول نتحدث؟”.

مناشدات عاجلة

وجدد الأهالي في عبس مناشداتهم للمنظمات الإنسانية والجهات المعنية بسرعة التدخل، وتقديم المساعدات العاجلة، وتأمين المأوى للأسر التي فقدت كل شيء. ويعيش السكان أوضاعاً مقلقة مع تفاقم الجوع وسوء التغذية، ما يهدد حياة عشرات الآلاف في المديرية.