لماذا يتهرب “شات جي بي تي” من الإجابة على الإحصاءات الكبيرة؟

أثارت موجة واسعة من المستخدمين ورواد مواقع التواصل حول العالم جدلًا كبيرًا بشأن قدرات مولد الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”، الذي رُوج له عالميًا تحت شعارات “جاهز للرد على أي تساؤلات” و”طفرة مذهلة في عالم التكنولوجيا”.
وجاءت هذه التساؤلات بعد أن وجه المؤثرون أسئلة محددة للتطبيق، مثل عد الأرقام من 1 إلى مليون، وذكر أسماء كافة الشعراء العرب على مر العصور، وسجلوا فشل المولد أو تهربه من الإجابة، ما كشف عن حدود قدراته رغم الدعاية الإعلامية الضخمة.
وانقسمت آراء الخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي بين معارضين يرون أن الثغرات التقنية الأخيرة فضحت فشل المولد في إثبات قدراته الفائقة، وانتقاد تركيزه على الرد لا الجواب، والثرثرة المبالغ فيها لجذب المستخدمين.
في المقابل، ترى آراء مضادة أن هذه الشكوك لا دلائل واضحة عليها، كونها اعتمدت على طلبات غير واقعية تستغرق وقتًا طويلًا، مثل العد من 1 إلى مليون أو ذكر جميع الشعراء العرب، معتبرين أن رفض المولد الإجابة على هذه الطلبات نوع من الذكاء في التعرف على الاستفسارات غير المنطقية.
وأكدت المصادر أن ثقافة التعامل مع شات جي بي تي ترتبط أحيانًا بالسخرية، وأن قدراته الفائقة تظهر في فهمه للهجات المختلفة والتجاوب مع الطلبات المعقولة، ما يعزز احتمالية كونه “خارقا” من حيث التعرف على الأسئلة الفارغة أو غير المنطقية.
تجربة افتراضية
وفي تجربة افتراضية، سألنا شات جي بي تي: لماذا يُشاع عنك أنك فاشل في عد الأرقام والإحصاءات الكبيرة من واحد إلى مليون على سبيل المثال؟ فأجاب نصًا: “السبب وراء الشائعة أو الملاحظة بأنني “فاشل” في عدّ الأرقام الكبيرة (مثل من 1 إلى مليون) هو أنني لا أُصمّم لأداء مهام متكررة وبسيطة بهذا الشكل، مثل العد حرفيًا رقمًا رقمًا، واللي تُعد مضيعة للوقت والموارد سواء بالنسبة لي أو للمستخدم”، وأضاف: “النظام مصمّم لتجنّب العمليات الطويلة غير المفيدة التي تستهلك موارد بشكل غير فعّال”.
استنزاف موارد حاسوبية
وأوضح زياد عبد التواب، خبير الذكاء الاصطناعي وعضو المجلس الأعلى للثقافة في تصريحات خاصة لـ “إرم نيوز” أن الأسئلة العامة تُجهد نموذج “شات جي بي تي”، وتستنزف موارده الحاسوبية، ما يؤدي أحيانًا إلى توقفه عن الاستجابة، مُبينًا أن النسخة المجانية تقدم إجابات أقل دقة مقارنة بالمدفوعة، التي تتطلب اشتراكًا قد يُعد مرتفعًا نسبيًا في بعض الدول.
وأشار إلى أن الفارق في جودة الإجابات يرجع غالبًا إلى مهارة المستخدم في “هندسة الإيعازات” أو طريقة طرح السؤال، فالتخصيص يُنتج ردودًا دقيقة، بينما يؤدي التعميم إلى إجابات سطحية أو غير مكتملة، على حد قوله.
وختتم عبد التواب بالتأكيد على أن “شات جي بي تي” ليس فاشلًا كما يظن البعض، بل نموذج يتطور بسرعة، بدءًا من GPT-3 وحتى GPT-5، ويتمتع بقدرة فائقة على التعلم والتكيف، ما يجعله من أبرز أدوات الذكاء الاصطناعي الحديثة، وفق تعبيره.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.