لماذا ننسى طفولتنا؟ العلم يجيب على لغز فقدان الذاكرة المبكرة

تشير  دراسات حديثة في علم النفس إلى أن الذكريات الشخصية، حتى تلك التي تُعد محورية في تشكيل الهوية الذاتية، قد لا تكون دائمًا دقيقة أو مكتملة. وتوضح الأبحاث أن العديد من الذكريات التي نعتقد أنها واضحة أو مؤكدة قد تتعرض للتشويه أو  النسيان الكامل بمرور الزمن.

وفي مثال تداولته إحدى الدراسات، صادف شخص معلمه السابق الذي ذكّره بحادثة نال فيها جائزة خدمة مجتمعية في مرحلة الثانوية. ورغم إنكار الشخص للواقعة، تبيّن لاحقًا عبر صورة قديمة أنها حدثت بالفعل. وهذا النوع من الحالات يسلّط الضوء على ظاهرة تُعرف بـ”تقلبات الذاكرة الذاتية”.

فقدان الذاكرة الطفولية

ويشير الباحث مارك هاو من جامعة لندن لموقع “سايكولوجي توداي” إلى أن ظاهرة فقدان الذاكرة الطفولية، أي عدم القدرة على تذكّر أحداث السنوات الأولى من الحياة، تعود لأسباب تتعلق بنمو  الدماغ وضعف المهارات اللغوية في تلك المرحلة، وليس إلى ما يُعرف بـ”الكبت” كما كانت تفترض بعض النظريات الكلاسيكية. كما أن الذكريات المبكرة تكون مجزأة وغير مترابطة، ما يجعل استرجاعها صعبًا أو غير ممكن لاحقًا.

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الأبحاث ما يُعرف بـ”نتوء الاستذكار”، وهي ظاهرة تتمثل في تركز الذكريات في الفترة العمرية بين المراهقة وأوائل الثلاثينيات، حيث تتكوّن معظم الذكريات التي تُستدعى لاحقًا في منتصف العمر. وتُعزى هذه الظاهرة إلى التغيرات العصبية، إضافة إلى الأثر الثقافي المرتبط بتوقعات المجتمع بشأن مراحل الحياة.

من جهة أخرى، تلعب العوامل الاجتماعية دورًا في تشكيل الذكريات، إذ إن تبادل السرد بين الأفراد داخل الأسرة أو بين  الأصدقاء قد يؤدي إلى إعادة بناء الذكريات بشكل جماعي، ما قد ينتج عنه تحريف أو تعديل غير مقصود في التفاصيل.

وتؤكد هذه النتائج أن الذكريات، رغم أهميتها في تشكيل الهوية الشخصية، ليست بالضرورة سجلات دقيقة للواقع، بل قد تتأثر بعوامل متعددة تشمل البيولوجيا، واللغة، والسياق الاجتماعي والثقافي.
 
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى