لماذا لا نتذكر طفولتنا المبكرة؟

لطالما حيّر العلماء، وحتى الناس العاديين، ومع بساطته إلا أنه سؤال عميق: “لماذا لا نستطيع تذكّر سنواتنا الأولى كرضّع، رغم أنها شكّلت الأساس لشخصياتنا وحياتنا اللاحقة؟”.

بحسب الخبراء فعند الولادة، لا يكون الدماغ البشري مكتملاً بعد، بل ينمو بشكل هائل خلال السنوات الأولى. فدماغ الرضيع يمثل نحو ربع حجم دماغ البالغ، لكنه يصل إلى ثلاثة أرباع حجمه النهائي بحلول عمر سنتين. ومع هذا النمو السريع، تتطور أيضاً قدرات الذاكرة.

دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science اعتمدت على فحص أدمغة 26 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 4 أشهر وسنتين. ووفقاً لمجلة Nature، عُرضت على الأطفال صور لوجوه وأشياء ومشاهد جديدة لبضع ثوانٍ، ثم أعيد عرضها بعد دقيقة.

وأظهر الرضع نشاطاً ملحوظاً في منطقة الحُصين (hippocampus)، وهي المسؤولة عن تكوين الذكريات. وكان الأطفال يميلون إلى التحديق طويلاً في الصور التي شاهدوها سابقاً، ما يشير إلى أنهم كوّنوا بالفعل ذكريات قصيرة المدى.

الباحث تريستان ييتس، اختصاصي علم الأعصاب في جامعة كولومبيا – نيويورك، قال لـ Nature: “من الاحتمالات المثيرة أن الذكريات الأولى لا تختفي، بل تبقى في عقولنا حتى مرحلة البلوغ، لكننا ببساطة لا نستطيع الوصول إليها”.

أما فريق من جامعة كوينزلاند الأسترالية فقدم تفسيراً آخر. إذ أوضح العلماء أن منطقة الحُصين عند الأطفال الصغار تنتج الخلايا العصبية بسرعة هائلة. ورغم أن هذه العملية ضرورية للتطور، إلا أنها قد تُربك الشبكات العصبية القائمة وتؤدي إلى محو الذكريات القديمة.

بمعنى آخر، قد تكون ذكريات الطفولة المبكرة محفوظة في مكان ما داخل الدماغ، لكنها مغمورة تحت طبقات من الروابط العصبية الجديدة التي تكوّنت مع نموّنا.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى