كيف تغيّر مقاطع الفيديو القصيرة طرق تواصل الأطفال؟

كيف تغيّر مقاطع الفيديو القصيرة طرق تواصل الأطفال؟
لم تعد مقاطع الفيديو القصيرة على الإنترنت مجرد وسيلة ترفيه عابرة، بل تحولت إلى عنصر دائم في الحياة اليومية لعدد متزايد من الأطفال، مؤثرة في طرق تواصلهم واسترخائهم وحتى في تشكيل آرائهم.
وبعد أن كانت تُستخدم الفيديوهات القصيرة سابقًا لتمضية وقت الفراغ، أصبحت المنصات تستقطب مئات الملايين من المستخدمين دون سن 18 عاما، عبر خلاصات لا نهائية من المحتوى المصمم خصيصا لكل مستخدم.
“تقليص وقت التفكير”
وبينما تسهم هذه المنصات لدى بعض الأطفال في سن ما قبل المراهقة في بناء الهوية واستكشاف الاهتمامات والحفاظ على الصداقات وفقا لـ”ساينس أليرت”، يرى خبراء أن التدفق المتواصل للمحتوى قد يؤدي لدى آخرين إلى اضطراب النوم، وتآكل الحدود الشخصية، وتقليص وقت التفكير الهادئ والتفاعل الهادف.
ولا يقتصر القلق على عدد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام الشاشات، بل يمتد إلى أنماط استخدام يصبح فيها التصفح قهريا أو يصعب التوقف عنه، وهو ما قد ينعكس سلبا على التركيز والمزاج والتحصيل الدراسي والعلاقات الاجتماعية.
“تراجع وقت الانتباه”
وتعتمد مقاطع الفيديو القصيرة، التي تتراوح مدتها غالبا بين 15 و90 ثانية، على تحفيز رغبة الدماغ المستمرة في التجديد؛ إذ تعد كل تمريرة بمحتوى مختلف ومثير؛ ما يؤدي إلى استجابة فورية لنظام المكافأة في الدماغ.
وبسبب غياب فترات التوقف الطبيعية، يتراجع مع الوقت الانتباه المستمر والقدرة على ضبط الاندفاع.
وأظهر تحليل سابق، وجود علاقة معتدلة بين الاستخدام المكثف للفيديوهات القصيرة وتراجع التحكم التثبيطي ومدى الانتباه.
ماذا عن النوم؟
ويُعد النوم من أكثر الجوانب تأثرا بهذا النوع من المحتوى؛ إذ يقضي كثير من الأطفال وقتهم على الشاشات في فترات يُفترض أن تكون مخصصة للراحة.
ويسهم الضوء الساطع المنبعث من الأجهزة في تأخير إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم؛ ما يصعّب عملية الخلود إليه.
كما أن التقلبات العاطفية السريعة الناتجة عن المحتوى المتلاحق تُبقي الدماغ في حالة يقظة دائمة، وهو ما ربطته دراسات حديثة باضطرابات النوم وزيادة القلق الاجتماعي لدى بعض المراهقين؛ الأمر الذي يؤثر لاحقا في المزاج والذاكرة والقدرة على التحمل النفسي.
المقارنة الاجتماعية
إلى جانب ذلك، يؤدي التعرض المستمر لصور الأقران وأنماط الحياة المثالية إلى تعزيز المقارنة الاجتماعية، حيث قد يستوعب الأطفال معايير غير واقعية للشهرة أو المظهر أو النجاح، وهو ما يرتبط بانخفاض تقدير الذات وارتفاع مستويات القلق.
ورغم أن معظم الدراسات تركز على المراهقين، إلا أن الأطفال الأصغر سنًا يُعدون أكثر عرضة للتأثر، نظرا لمحدودية قدرتهم على ضبط النفس وهشاشة إحساسهم بالهوية.
ويزيد تصميم تطبيقات الفيديو القصيرة من احتمالية تعرّضهم لمحتوى غير مناسب، بسبب التشغيل التلقائي والتدفق السريع للمقاطع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.








