كيف تساعد طفلك على قول “أنا آسف” بصدق؟

يُعد تقديم الاعتذار الصادق تحديًا للكثير من الأشخاص، بغض النظر عن أعمارهم. وفي جلسات العلاج النفسي، لاحظ المختصون أن غياب الاعتذار الصادق  أو وجوده يمكن أن يؤثر بشكل كبير في العلاقات. ففي لحظات الخلاف اليومية، عندما يقول أو يفعل أحدهم شيئًا جارحًا، غالبًا ما تبقى الأمور دون حل بسبب الشعور بعدم الارتياح عند الاعتراف بالخطأ.

ويُوضح مثال من جلسة علاج نفسي هذه النقطة بحسب موقع “سايكولوجي توداي” أن صبيًّا يبلغ من العمر 10 سنوات يُدعى لوكاس أصبح معزولًا اجتماعيًّا بعد أن أهان صديقه المقرّب توماس، ووصفه بـ”الغبي والسمين والكريه”. وقد تسببت هذه الإهانة في جرح مشاعر توماس؛ ما دفع باقي الأصدقاء إلى استبعاد لوكاس من رحلة لحضور مباراة كرة سلة في عطلة نهاية الأسبوع. وشعر لوكاس بالحزن والارتباك، ورفض في البداية الاعتذار، مدّعيًا أن توماس كان قاسيًا أيضًا. لاحقًا، اكتشفت والدته بيتي أن لوكاس شعر بالحرج لأن توماس بدأ يقضي وقتًا أطول مع صديق آخر، فكانت كلماته القاسية نابعة من مشاعر الرفض والضعف.

 وأوضح المعالجون أن الأطفال، عندما يشعرون بالضعف العاطفي، قد يهاجمون الآخرين كوسيلة لحماية أنفسهم. في المقابل، فإن الاعتذار يتطلب الكشف عن هذا الضعف، وتحمل المسؤولية، والمخاطرة بالرفض، ولهذا يكون صعبًا، لكنه في  الوقت ذاته يُعدّ فعلًا قويًّا وشجاعًا.

ومن العوائق الأخرى أمام تقديم الاعتذار، اعتقاد البعض بأن اللوم متبادل، أي “الطرف الآخر أخطأ أيضًا، فلماذا أعتذر؟” وهذا التفكير يمكن أن يؤدي إلى استمرار الخلافات. يمكن تعليم الأطفال أن كل شخص مسؤول عن أفعاله وقيمه، بغض النظر عن تصرفات الآخرين.

ويُؤكد المقال أهمية الاعتذار الحقيقي، فعبارات مثل “آسف إذا شعرت بالأذى” ليست كافية، لأنها تُبعد المسؤولية. أما الاعتذار الحقيقي فيكون على شكل: “أنا آسف. أشعر بالسوء لأنني كنت قاسيًا”، ويمكن أن يكون شافيًا إذا قيل بصدق. كما أن قول: “ماذا يمكنني أن أفعل لمساعدتنا على تجاوز هذا؟” يُظهر النضج والاهتمام.

وفي الخلاصة، يقول الخبراء إن الأطفال يتعلمون الاعتذار من خلال القدوة. فعندما يعترف الآباء بأخطائهم مثل التأخر في الحضور أو فقدان الأعصاب، فإنهم يُظهرون لأطفالهم أن تحمّل الخطأ قوة. وعندما يُقدّم الطفل اعتذارًا حقيقيًّا، من المهم الرد عليه بالتقدير والاعتراف بشجاعته.
 
 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى