قمع ممنهج.. المرأة اليمنية تدفع الثمن الباهظ لإرهاب الحوثي

في ظل تدهور غير مسبوق للأوضاع المعيشية والاقتصادية في اليمن منذ أكثر من عقد، لا تزال المرأة اليمنية تدفع الثمن الأكبر جراء الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية.

وبينما يُحيِي العالم “اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة”، تتواصل معاناة المرأة اليمنية التي تطالها انتهاكات جسيمة ومتنوعة، في ظل استمرار المليشيا بارتكاب جرائم واسعة بحقها ومصادرة حقوقها المكفولة في القوانين المحلية والتشريعات الدولية.

ويتزامن اليوم العالمي الذي يوافق الـ25 من نوفمبر، مع انطلاق حملة 16 يومًا الدولية الخاصة بمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، التي تمتد حتى 10 ديسمبر من كل عام.

– المرأة اليمنية ضحية إرهاب الحوثي

خلال السنوات الماضية، تعرضت آلاف النساء في اليمن لصدمات نفسية شديدة نتيجة ما تمارسه المليشيا الحوثية من ترويع وخطف في المناطق المنكوبة بسيطرتها، فضلًا عن جرائم التشريد والنزوح والقصف والقنص والألغام وغيرها، ما جعل المرأة اليمنية تدفع كلفة باهظة لهذا الإرهاب.

أصبحت النساء في المناطق المنكوبة بسيطرة المليشيا الإرهابية هدفًا سهلًا لحملات القمع التي تشنها المليشيا بطرق ممنهجة، بدءًا من الاختطافات والإخفاء القسري مرورًا بالملاحقات الأمنية والتجسس على أنشطتها وصولًا إلى فرض قيود خانقة على تنقلاتها بين المحافظات وتعليمها وعملها.

وبحسب حقوقيين، فإن الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا في المناطق الرازحة تحت سيطرتها لم تقتصر على النساء الناشطات أو العاملات في المجال المدني والفني فقط، بل طالت ربات البيوت والطالبات والقاصرات.

وأكد الحقوقيون أن تلك الانتهاكات تأتي في ظل غياب تام لأي حماية قانونية أو حق في الحصول على الحماية والدفاع عن نفسها.

ووفق الأمم المتحدة، فإن هناك أكثر من 6 ملايين امرأة وفتاة في اليمن يواجهن مخاطر متزايدة من الإيذاء والاستغلال.

– سجون الحوثي مقصلة النساء

قالت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقرير سابق لها؛ إن مليشيا الحوثي ارتكبت 5282 انتهاكًا بحق النساء خلال الفترة من 2017 وحتى مطلع العام الجاري 2025.

وبحسب التقرير، فقد توزعت تلك الانتهاكات بين 1466 حالة قتل، و3379 حالة إصابة جراء القصف المدفعي وانفجار الألغام والعبوات الناسفة، وكذلك أعمال القنص والإطلاق العشوائي للرصاص الحي، بالإضافة إلى 547 حالة اختطاف وإخفاء وتعذيب.

ووثقت الشبكة قيام الحوثيين باختطاف واحتجاز حرية 547 امرأة في 12 محافظة، مشيرة إلى أن 69 امرأة ممن اختطفتهن المليشيا تم اقتيادهن إلى سجون سرية، وتعرضن للإخفاء القسري، بينما لا يزال مصير البعض منهن مجهولًا حتى اللحظة، ومن بينهن 47 حالة إخفاء في أمانة العاصمة، و13 حالة في محافظة صنعاء، و9 حالات في الحديدة.

– أعباء مضاعفة

يقول الناشط المجتمعي معتصم علي لـ”وكالة 2 ديسمبر”؛ إن حرب مليشيا الحوثي دفعت بالكثير من النساء إلى الانخراط في أعمال شاقة وقاسية، نتيجة التدهور الاقتصادي الحاد الذي تشهده البلاد بسبب حرب المليشيا الإرهابية.

وأضاف أن المرأة اليمنية باتت تتحمل أعباء مضاعفة في ظل غياب مصادر الدخل وتوسع رقعة الفقر في البلاد.

وأوضح أن المليشيا تحرم المرأة في مناطق سيطرتها من أبسط حقوقها الأساسية وفي مقدمتها حرية التنقل والتعليم الجامعي، بالإضافة إلى العمل في مجالات الفنون والثقافة، ما يجعلها رهينة قيود قمعية ممنهجة.

كما لفت إلى أن المليشيا تحتجز العديد من النساء الناشطات في سجونها دون أي مسوغ قانوني، من بينهن الفنانة انتصار الحمادي التي أُفرج عنها مؤخرًا بعد نحو أربع سنوات من الاختطاف، مؤكدًا أن محاكمة هؤلاء النساء وفق سياسات قمعية تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني ولحقوق الإنسان.

وتواجه آلاف النساء صدمات نفسية عميقة نتيجة العنف المتكرر والرعب المستمر، ما يجعل المرأة اليمنية واحدة من أكثر الفئات تضررًا من إرهاب الحوثي وكلفة الحرب التي لا تزال تدفع ثمنها كل يوم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى