قبائل الزرانيق.. من مقارعة “الإمامة” إلى مقاومة “الولاية”

قبائل الزرانيق.. من مقارعة “الإمامة” إلى مقاومة “الولاية”
موقف أبناء الزرانيق في تهامة ليس وليد اللحظة؛ بل امتداد لتاريخ طويل من المقاومة ضد مشاريع الاستبداد والعنصرية التي مثلها النظام الإمامي قديمًا، ويجسدها اليوم المشروع الحوثي القائم على ذات الفكرة “الولاية”.
يعد الزرانيق من أبرز القوى القبَلية التي واجهت ظلم الحكم الإمامي مطلع القرن العشرين، حين انتفضت ضد محاولات الأئمة إخضاع تهامة بالقوة، وخاضت مع الكهنوت معارك فارقة شكلت جزءًا محوريًا من إرهاصات السقوط الإمامي في نهاية المطاف.
خاضت هذه القبائل معارك شرسة عُرفت بـ”ثورة الزرانيق” (1925 – 1929)، سجل التاريخ خلالها صمودًا باسلًا في مواجهة جيوش الإمام يحيى حميد الدين، رغم قلة الإمكانات وغياب الدعم؛ لكن العزيمة والانتماء للأرض كانا السلاح الحقيقي في هذه المعارك التي أذاق فيها الزرانيق جيوش الإمامة كل الويلات.
وتشير مراجع تاريخية إلى أن مقاومة الزرانيق كانت أحد أبرز الحركات التي أرهقت النظام الإمامي وهزت أركانه وتماسكه، وأسهمت في تمهيد الطريق لثورة 26 سبتمبر 1962، التي أنهت الحكم الإمامي في شمال البلاد، وأقامت دولة الجمهورية التي يقاتل الزرانيق دفاعًا عنها حتى الآن.
اليوم، وبعد ما يقارب قرنًا من تلك المواجهات، يجد أبناء الزرانيق نفسها أمام تحدٍّ مشابه؛ إذ يفرض الحوثيون مشروع “الولاية” المستند إلى ذات المرجعيات الفكرية التي حكمت بها الإمامة القديمة، ما دفع هذه القبائل المعروفة بجدارتها النضالية إلى الوقوف مجدَّدًا في وجه هذا المشروع ومقاومته.
وعلى امتداد جبهات الساحل الغربي، يقف أبناء الزرانيق جنبًا إلى جنب مع كل أحرار الجمهورية تحت راية المقاومة الوطنية، مرابطين ومقدّمين قوافل من الشهداء دفاعًا عن الأرض والوطن وحقهم في الحرية.
ويجسد هذا الموقف امتدادًا لوفاء هذه القبائل لتاريخها العريق في مقارعة الاستبداد ومواجهة الظلم والعنصرية.
ووفق مراقبين، فإن استحضار تاريخ ثورة الزرانيق ضد الإمامة القديمة يكتسب أهمية خاصة في ظل استمرار المعركة ضد المشروع الإيراني في وقتنا الحاضر، بما يعزز من صمود اليمنيين عمومًا، وأبناء تهامة على وجه الخصوص، في وجه كل محاولات إعادة اليمن إلى عصور التخلف والرجعية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.