قاوم السرطان بالقصيدة.. من هو الشاعر اللبناني الراحل إسكندر حبش؟

قاوم السرطان بالقصيدة.. من هو الشاعر اللبناني الراحل إسكندر حبش؟
حالة من الحزن الشديد عمت الأوساط الثقافية العربية، إثر الرحيل المؤثر للشاعر اللبناني إسكندر حبش الذي وافته المنية، قبل ساعات، إثر رحلة صراع مع مرض السرطان تسلح فيها بالقصيدة، والشجن النبيل، والتأملات الإنسانية التي تلمس القلب من فرط رهافتها وعذوبتها.
يعد “حبش” أحد أبرز مبدعي جيل الثمانينيات على خريطة الشعر العربي، حيث تميزت قصيدته بالبعد عن التكلف اللغوي، أو العبارات الإنشائية الزخرفية، وحملت حساً غارقاً في الشجن والقلق الوجودي، لكنه كان شجناً نبيلاً وقلقاً يحمل تعاطفاً عميقاً مع البشر والكائنات.
هيمن موضوع الموت على قصائده، في السنوات الأخيرة، وهو ما تجلى في العديد من أشعاره، كما في قوله:
فقط أسمح للوردة التي فينا أن تذبل قليلاً
ستأتي ليالٍ أخرى لنشبه فيها الرمل
بالتأكيد لن تقول إنها الحياة
لن تقول إنه الموت
فقط هو الشعر الذي يأتي
هو الشاعر الذي يغادرنا على عجل”
ويقول في موضع آخر:
هنا يزهر اللاشيء
واللغة التي كانت بيننا أصبحت شمساً تنحدر،
ومع ذلك لم يعد هناك سوى هذه التنهيدة الآتية من بلاد أخرى،
من يرغب في الرحيل؟”
ويعبر عن معاناته بشكل رقيق وهادئ وهو يشعر بدنو الأجل في نص آخر يقول فيه:
إرم هذا الألم تماماً كحصاة
كي يطفو الصمت على سطح المياه
لماذا هذا الوقت يحفر أخدوده؟
لماذا هذه المياه الثمينة تتبخر؟”
رهان على الكيف
لم يراهن “حبش” على الكم، فجأت دوواوينه قليلة العدد ، شديدة التأثير نوعياً عبر لغتها المقتضبة، وأناقتها الداخلية، وانفتاحها الذكي والرهيف على قضايا الوجود والموت والحياة، وأسئلة الإنسان الخالدة حول السعادة، والمصير والأسى.
ومن أبرز أعماله الشعرية: “بورتريه رجل من معدن” 1988 “نصف تفاحة” 1993، “تلك المُدن” 1997، “لا أمل لي بهذا الصمت” 2009، “لا شيء أكثر من هذا الثلج” 2013، “إقامة في غبار”، 2020.
امتلك “حبش”، المولود في 1963، طاقة هائلة تجاوزت الشعر إلى الصحافة الثقافية، ومحاورة كبار شعراء العالم العربي، كما أصدر العديد من الترجمات في الشعر والرواية والفلسفة، منها: “ألف منزل للحلم والرعب” للروائي الأفغاني عتيق رحيمي، “لست ذا شأن” للشاعر البرتغالي “فرناندو بيسوا”.
ومن ترجماته المهمة كذلك: “أجمع الذكريات كي أموت: 32 شاعراً برتغاليّاً معاصراً”، “نجهل الوجه الّذي سيختتمه الموت: من الشِّعر الإيطالي المعاصر”، “العاشرة والنصف ليلاً في الصيف” للكاتبة الفرنسية مارغريت دوراس.
نبوءة الموت
تنبأ إسكندر حبش بموته قريباً، وعلق عليه، قائلاً: “كل ما سبق من حياتي كان مكتبة، اليوم أنتظر القبر مع هذا المرض الذي أعاني منه، أي أنني أنتظر الجزء الثاني منها، من (الحياة)، وهو الجزء الأخير والأكثر حقيقةً من كل شيء”.
وتوالت عبر صفحات “فيسبوك” كلمات الرثاء التي تنعي الراحل، وتعدد جهوده الفارقة في الشعر والترجمة والصحافة الثقافية، ومنها كلمة للشاعر العراقي أسعد الجبوري تفيض بالأسى والصدمة، قال فيها: “الصاعقة تتمادى، الآن، فتحرقُ أجمل الأشجار في غابة اللغة.”
واضاف الجبوري: “الأخ الشاعر المترجم إسكندر حبش يتحرّر من آلامه بالذهاب إلى فضاءات ما بعد الموت، مَنْ غير الكلمات ستمشي خلفك حِداداً يا صديقي؟”.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.







