فيما الرئيس الزُبيدي يؤكد دعم أمن واستقرار المهرة .. عملية ضبط الزايدي تكشف حقيقية مافيا التهريب التابعة للحوثي

وفي غمار هذه الأوضاع بالمحافظة وبحث دعم الأمن والاستقرار، التقى الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم، محافظ محافظة المهرة الشيخ محمد علي ياسر، في لقاء خُصص لمناقشة الأوضاع العامة في المحافظة، وجهود السلطة المحلية في تعزيز الأمن والاستقرار والتنمية.
وأثنى الرئيس الزبيدي خلال اللقاء على الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطة المحلية بمحافظة المهرة في ترسيخ دعائم الأمن والحفاظ على السكينة العامة، وقيادة مسار التنمية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدًا أن تلك الجهود محل تقدير واهتمام القيادة.
وعبّر الرئيس القائد عن دعمه الكامل ومساندته للسلطات المحلية بمحافظة المهرة، وللقوات الأمنية والعسكرية بالمحافظة، ممثلة بمحور الغيظة، مشيدًا بأدوارها في حفظ الأمن والاستقرار ومكافحة التهريب والجريمة المنظمة.
كما جدّد الزبيدي موقفه الداعم لأبناء محافظة المهرة وتمكينهم من إدارة شؤون محافظتهم بأنفسهم، في مختلف المجالات السياسية، والأمنية، والخدمية، بما يعزز من حضورهم ودورهم الوطني الفاعل.
*عملية أمنية جديدة
في عملية أمنية جديدة في محافظة المهرة، ألقت الأجهزة الأمنية، اليوم، القبض على نجل شقيق القيادي الحوثي البارز محمد أحمد علي الزايدي، وذلك في منطقة شحن الحدودية، ضمن سلسلة من التحركات الأمنية الرامية إلى تجفيف منابع التسلل الحوثي وشبكات التهريب المرتبطة به.
جاءت العملية بعد 48 ساعة فقط من توقيف القيادي الحوثي الزايدي نفسه في منفذ صرفيت الحدودي أثناء محاولته مغادرة البلاد بجواز دبلوماسي صادر عن سلطات مليشيات الحوثي في صنعاء غير المعترف بها دوليًا، ما يشير إلى وجود شبكة تهريب منظمة تنشط في المنطقة وتتمتع بدعم قبلي وعسكري من عناصر خارجة عن القانون.
*كمائن مسلحة
وبحسب مصادر أمنية، فإن القوة الأمنية التي نفذت عملية القبض على نجل شقيق الزايدي في شحن، تعرضت لكمين مماثل لما جرى في حادثة صرفيت، حيث نصبت قبائل موالية للحوثيين ومجاميع مسلحة تابعة للقيادي السابق علي سالم الحريزي كمائن مسلحة، دفعت القوة الأمنية إلى التراجع مؤقتاً لتأمين سلامة أفرادها وإعادة التموضع في مدينة شحن.
وفي تطور خطير، أقدمت مجاميع قبلية موالية للميليشيات الحوثية على محاصرة منطقة شحن، وسط محاولات لإطلاق سراح الموقوف، ما ينذر بتصعيد أمني في المحافظة التي عرفت تاريخياً بهدوئها النسبي.
* توقيف القيادي الحوثي الزايدي
وكانت سلطات منفذ صرفيت الحدودي قد أوقفت مطلع الأسبوع الجاري القيادي الحوثي محمد أحمد علي الزايدي، أثناء محاولته التسلل إلى سلطنة عمان مستخدمًا جواز سفر دبلوماسي مزوّر صادر عن جهات غير معترف بها (سلطة الحوثيين)، يحمل صفة “ضابط في القوات المسلحة”.
وأفاد بيان للجنة الأمنية بمحافظة المهرة، أن عملية التوقيف جاءت بعد رصد استخباراتي دقيق ومتابعة حثيثة لتحركات المذكور، مشيرة إلى أن اسمه مدرج ضمن قوائم المطلوبين أمنياً، وأن بحوزته وثائق وأجهزة إلكترونية يُشتبه باستخدامها لأغراض استخباراتية.
لكن توقيف الزايدي لم يمر مرور الكرام، إذ تحركت مجاميع مسلحة مرتبطة بالقيادي الحريزي لمهاجمة القوات الأمنية بهدف تحريره، ونفذت كمينًا غادرًا في منطقة دمقوت بمديرية حوف، استهدف قوة عسكرية كانت في طريقها لتعزيز الحماية في المنفذ، ما أسفر عن استشهاد العقيد عبدالله زايد، قائد كتيبة الدبابات في اللواء 137 مشاة، وإصابة اثنين من أفراد القوة.
وأكدت مصادر عسكرية أن الكمين نفذته عناصر مسلحة لا تزال متمركزة في المرتفعات الجبلية، في حين تواصل القوات الأمنية والعسكرية عملياتها لتعقب الجناة وتفكيك الخلايا المرتبطة بهم.
*من يقف خلف هذه الخلايا؟
تكشف هذه الأحداث عن مدى تعقيد الوضع الأمني في المهرة، إذ تشير تقارير استخباراتية ومحلية إلى تورط شخصيات نافذة، في مقدمتها علي سالم الحريزي، الذي تحول من ضابط سابق في الجيش إلى زعيم محلي يقود تمرداً غير معلن ضد الدولة والتحالف العربي.
وتؤكد تقارير أمنية أن الحريزي يشرف على شبكات تهريب واسعة النطاق، تشمل الأسلحة والمخدرات، وتعمل بتنسيق مع الحوثيين بدعم لوجستي من جماعة الإخوان المسلمين وعبر مسارات برية وبحرية من سلطنة عمان.
وتضم هذه الشبكات مشايخ قبليين وضباطاً فاسدين وتجاراً يعملون في النقل والتجارة، وتشير معلومات مؤكدة إلى أن تهريب الأسلحة والمكونات العسكرية، بما فيها طائرات مسيرة، يتم عبر ميناء نشطون ومنفذ شحن بشكل متكرر.
*شخصيات حكومية
وفي مشهد يبعث على القلق، تؤكد مصادر أن بعض الشخصيات المحسوبة على الحكومة الشرعية لعبت أدوارًا في تسهيل هذه الأنشطة المشبوهة، من خلال تعطيل الإجراءات أو التغطية على شبكات التهريب، بل ووردت تقارير عن تدخل سفير يمني سابق في مسقط للإفراج عن مهربين متورطين في عمليات مشبوهة، ما أثار موجة استياء في الأوساط الأمنية والشعبية في المهرة.
إشادة بتضحيات الأمن وتحذير من التهاون
من جهتها، عبّرت اللجنة الأمنية بمحافظة المهرة عن تقديرها العالي للجهود التي تبذلها الأجهزة الأمنية والعسكرية في مواجهة هذه التهديدات، مؤكدة أن التضحيات التي قُدمت، وعلى رأسها استشهاد العقيد عبدالله زايد، لن تذهب سدى، وأن الحملات الأمنية ستتواصل حتى اجتثاث هذه الخلايا بالكامل.
وشددت اللجنة على أن الجهات الأمنية لن تتهاون مع أي تهديد لأمن واستقرار المحافظة، وستتخذ إجراءات صارمة بحق كل من يثبت تورطه أو تواطؤه مع المليشيات الحوثية أو شبكات التهريب.
المهرة في قلب المعركة
تكشف هذه الأحداث أن محافظة المهرة لم تعد خارج دائرة الصراع، بل تحولت إلى ساحة معقدة تتقاطع فيها مصالح المليشيات، وشبكات التهريب، والعناصر القبلية المتحالفة مع الحوثيين والإخوان. وفي ظل هذا الواقع، تبدو المعركة الأمنية هناك أكثر من مجرد مواجهة لمهربين، بل صراع على السيادة ومصير الدولة في شرق البلاد.
هل ترغب بنسخة مختصرة منه للنشر في وكالة أو موقع إخباري؟
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 4 مايو , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 4 مايو ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.