فعلها مع ريال مدريد.. هل يغدر بنزيما بنادي الاتحاد السعودي؟

في الوقت الذي يواجه فيه نادي الاتحاد واحدة من أصعب فتراته، بعد إقالة المدرب لوران بلان، والنتائج المتذبذبة، والخروج المبكر من المنافسات، يلتزم قائد الفريق، كريم بنزيما، بصمت غريب.

صمت لا يكسره سوى بكلمات دبلوماسية ناعمة هنا وهناك عن “الأجواء الرائعة” و”الاستمتاع بوقته” في المملكة، لكن هذا الهدوء لا يطمئن الجماهير، بل يثير قلقها، فهو يشبه إلى حد كبير “الهدوء الذي يسبق العاصفة”، ويعيد إلى الأذهان السيناريو ذاته الذي أنهى به قصته مع ريال مدريد.

فهل هذه الكلمات “الناعمة” مجرد “تخدير” للجماهير والإدارة قبل “الهروب الكبير”؟ وهل يجهز كريم بنزيما لـ”غدر” جديد بناديه، كما فعلها من قبل؟

الهروب الدبلوماسي.. سيناريو مدريد يتكرر

التاريخ يخبرنا أن بنزيما أستاذ في “الهروب الدبلوماسي”، قبل رحيله عن ريال مدريد، كان النجم الفرنسي ينفي أي نية للمغادرة حتى اللحظة الأخيرة، استخدم كلمات الولاء والاحترام لـ”تخدير” الرئيس فلورنتينو بيريز والجماهير، بينما كانت حقائبه مجهزة بالفعل للرحيل نحو جدة. لقد تجنب الصدام المباشر، واختار الخروج الهادئ بعد أن ضمن كل شيء.

اليوم، يبدو أن بنزيما يكرر “المسرحية” نفسها في الاتحاد، ففي ظل موسم متعثر، تراجع فيه مستواه الفردي بشكل ملحوظ وفشل الفريق جماعيا في أن يبدأ طريق تكرار إنجازات الموسم الماضي، يدرك بنزيما أن الضغط سيزداد. وبدلًا من الدخول في صدامات إعلامية أو فنية، يختار “الدبلوماسية” كسلاح. إنه يمهد لرحيله بهدوء، ليضمن “نهاية سعيدة” في علاقته بالجمهور، بحيث يرحل وهو “البطل” الذي قدم كل شيء، وليس “الهارب” الذي تخلى عن فريقه في الأزمة

أخبار ذات علاقة

كريم بنزيما: لم أعد شاباً.. والأجواء رائعة في الاتحاد السعودي (فيديو)

لماذا يرحل؟.. انطفاء الشغف في موسم الأزمات

السبب وراء هذا “الغدر” الناعم واضح: المشروع الذي جاء من أجله بنزيما يتعثر.. الموسم الماضي كان ناجحا بكل المقاييس، لكن هذا الموسم، يبدو الفريق عاجزا عن المنافسة. النادي في مرحلة إعادة بناء مع مدرب جديد سيرجيو كونسيساو، وبنزيما، قد لا يملك “الشغف” أو “الصبر” للدخول في دوامة بناء جديدة قد تستغرق وقتا. هو يريد إنهاء مسيرته في القمة، وليس في فريق يعاني لإيجاد هويته.

أخبار ذات علاقة

كريم بنزيما يصدم الاتحاد قبل مواجهة الشرطة العراقي بدوري أبطال آسيا للنخبة

“العقد” هو كلمة السر

كل هذا يأتي في توقيت قاتل، عقد كريم بنزيما مع الاتحاد ينتهي بنهاية الموسم الحالي في يونيو، وحتى هذه اللحظة، لم يقم بتجديد عقده. هذا الصمت بخصوص التجديد، مقترنا بكلماته الدبلوماسية، هو الإشارة الأوضح على نيته. إنه يرفض حرق أي جسور، ويستخدم هدوءه كورقة ضغط، وفي الوقت نفسه يفتح الباب أمام العروض الأوروبية (مثل اهتمام فنربخشة وبنفيكا) للعودة إلى القارة العجوز مجانا في الصيف.

جماهير الاتحاد يجب ألا تنخدع بالكلمات “الناعمة” أو التصريحات الدبلوماسية. فكما فعلها مع ريال مدريد، يثبت بنزيما أنه لاعب يعرف كيف يدير “نهاياته” بذكاء. صمته عن التجديد أبلغ من كل كلماته عن “الاستمتاع بوقته”. 

يبدو أن “الغدر” الهادئ يتم تجهيزه على نار هادئة، وبنزيما يجهز نفسه للخروج من الباب الكبير كنجم محبوب، حتى لو كان هذا الخروج في جوهره “هروبا” من سفينة بدأت تواجه الصعوبات.