“عين العروس” تستعيد أسرار شهر عسل الروائية البريطانية أغاثا كريستي

“عين العروس” تستعيد أسرار شهر عسل الروائية البريطانية أغاثا كريستي

بينما تغيب قرية “عين العروس” في محافظة الرقة شمال شرق سوريا عن الأضواء، فإنها شهدت قبل نحو 100 عام وجود الكاتبة الروائية البريطانية أغاثا كريستي على ضفاف نهر البليخ لقضاء شهر العسل مع زوجها عالم الآثار البريطاني ماكس مالوان.

ورافقت الروائية كريستي كاتبة الروايات البوليسية والخيالية الشهيرة، زوجها ماكس مالوان منذ زواجهما في العام 1930، في عمله حيث كان مالوان في ثلاثينيات القرن الماضي ينقّب عن الآثار في العراق وسوريا.

وأمضى العروسان اللذان تشير تقارير بأنهم تزوجا في شهر أيلول/ سبتمبر، شهر العسل في قرية “عين العروس” حيث وثقت كريستي رحلتها تلك في مذكراتها، التي نُشرت لأوّل مرّة عام 1946، بعنوان “تعال قل لي كيف تعيش”.

وتعتبر قرية “عين العروس” الواقعة جنوب مدينة تل أبيض في الرقة، من العلامات البارزة في المدينة، وينبع من هذه العين “نهر البليخ” الذي كان يروي أراضي المنطقة، ويعمّر سهولها، وتنمو على ضفافه الأشجار، وكان يقصدها المصطافون للاستجمام.

وتقع القرية القريبة من الحدود التركية، على بُعد حوالي 3 كيلومترات جنوب مركز مدينة تل أبيض، و 92 كيلومترًا شمال مدينة الرقة و200 كيلومتر شرق مدينة حلب.

يوجد بالقرب من القرية تلال ومواقع أثرية، وشرق النبع قليلاً يوجد نبع للمياه الكبريتية الساخنة، يُعرف بحمام “علي”، كان يقصده طالبو الاستشفاء من الأمراض الجلدية، كما كانت تضم بقايا طاحونة أثرية.

وعانت “عين العروس” في سنوات سابقة ما قبل الثورة السورية وما بعدها من إهمال وتعديات من بعض الأهالي على مجرى النبع، الأمر الذي تسبب بتلوث المياه والتربة.

وأعيد من قبل المسؤولين في المنطقة تأهيلها وترميمها بإمكانيات محدودة، ورغم ذلك ما زال يقصدها الزوار لا سيما من سكان المنطقة في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة.

وكانت أجاثا كريستي والملقبة بـ “ملكة الغموض”، قد وثقت رحلتها إلى عين العروس ومنطقة الجزيرة السورية بكتبها التي حققت مبيعاتها أرقاماً قياسية جعلتها الكتب الأكثر مبيعاً في التاريخ، وتم ترجمة أعمالها إلى أكثر من 100 لغة.

ولدت كريستي عام 1890، وتنقلت مع زوجها عالم الآثار الذي كان يصغرها بـ 13 عاماً بين عدة دول في الشرق منها سوريا والعراق، ووفر لها هذا التجول فرصة لكتابة رواياتها المليئة بالأسرار والغموض والخيال والشخصيات المثيرة.

انضمت كريستي رسمياً إلى بعثة التنقيب البريطانية في موقع النمرود بنينوى شمالي العراق، ثم إلى بعثة الأربجية بالموصل عام 1932، والتي كانت برئاسة زوجها، وكانت مهمتها في البعثة ترميم القطع الفخارية وجرد القطع الأثرية وتصويرها وتنظيفها بأدوات خاصة.

ورافقت زوجها أيضاً خلال تنقيباته في حوض نهر الخابور في الجزيرة السورية، وأسهمت في عمليات تصوير وتوثيق الكشوف الأثرية هناك، وأثرت تنقلات كريستي مع زوجها تجربتها الروائية.

تركت كريستي التي توفيت عام 1976 عن عمر يناهز 85 عاماً، خلفها مخزوناً أدبياً غزيراً بين روايات بوليسية طويلة وقصص قصيرة ومسرحيات وروايات غير بوليسية، ومن مؤلفاتها (جريمة في قطار الشرق السريع)، (جريمة في بلاد الرافدين)، (لغز القطار الأزرق)، (ليلة لا نهاية لها).

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى