رغم أن العرض الأول لفيلم “عملاق – Giant” كان في مهرجان لندن السينمائي لهذا العام، إلا أن إدارة مهرجان البحر الأحمر السينمائي اختارته ليكون فيلم الافتتاح في دورته الأخيرة، نظرا لما يتميز به من حس إنساني رفيع يرفض  العنصرية ويبرز بطولات الأعراق الأخرى لاسيما العرب في أوروبا.

والفيلم بطولة الفنان المصري البريطاني  أمير المصري الذي يجسد سيرة الملاكم اليمني نسيم حميد الذي حصد بطولة العالم في “وزن الريشة” في 30 سبتمبر/ أيلول 1995، في مفاجأة من العيار الثقيل تحولت إلى قصة ملهمة.

ويتناول العمل ما عاشه نسيم من معاناة كطفل وُلد لأسرة عربية في مدينة شيفليد الإنجليزية الصناعية المعروفة بوجود العديد من العمالة الآسيوية المهاجرة على أراضيها والتي تعرضت لأشكال مختلفة من التنمر والتحديات الاقتصادية. 

ورغم ذلك، لا يُروى الفيلم من خلال نسيم بل عبر عيني مدربه الأسطوري براندن إينجل، جسد شخصيته النجم العالمي بيرس بروسنان، والذي التقط موهبته وتعهد بنقله من حياة الشوارع الخطرة إلى التتويج فوق أهم منصات تلك الرياضة ذات الشعبية الجارفة. 

ولا يقدم العمل شخصية البطل اليمني بصورة مثالية، وإنما يشير إلى ما اعتراها من عيوب مثل الغرور والاستعلاء بعد تحقيق النجاح والشهرة والأموال، إلى الحد الذي جعل نسيم يتنكر لفضل مدرب عليه، ما جعل الأخير يتوقع قرب نهايته سريعا كبطل عالمي.

وتحققت النبوءة المتشائمة سريعا واعتزل بالفعل البطل الشاب حلبات النزال في مرحلة عمرية مبكرة للغاية وهو لم يتجاوز 28 عاما، دون أن يكمل مسيرته أو يطمح للمزيد من الألقاب. 

 والفيلم من إنتاج نجم عالمي آخر هو سلفستر ستالون، بطل سلسلة أفلام “روكي” التي حققت نجاحا استثنائيا عبر 6 أجزاء ابتداء من عام  1976 والتي تعد الأشهر حول قصص النجاح في مجال الملاكمة.