”عدن على حافة الظلام: انقطاع كهرباء شامل يهدّد المدينة غدًا!”

حذّرت المؤسسة العامة لكهرباء عدن، مساء اليوم الجمعة، من توقفٍ كلي وشيك لمحطات التوليد الرئيسية في العاصمة المؤقتة، ما سيُدخل المدينة في “ظلام دامس” اعتبارًا من يوم غدٍ السبت، في حال لم يتم تدارك الأزمة بشكل عاجل.

2a01:4f8:a0:6472::2

وأكدت المؤسسة، في بيان رسمي صادر عنها، أن محطات التوليد التي تعمل بوقود الديزل قد توقفت بالكامل عن الخدمة، ولم يعد يُغذّي شبكة الكهرباء سوى محطتين تعملان بقدرة محدودة جدًّا: محطة الرئيس التي تُنتج طاقة جزئية، ومحطة المنصورة التي لا تعمل حاليًّا سوى بثلاثة مولدات من أصل طاقتها الكاملة. ولفت البيان إلى أن هاتين المحطتين مهددتان بالتوقف النهائي خلال الساعات القادمة في حال لم يتم تزويدهما بالوقود اللازم.

وأشارت المؤسسة إلى أن المحطة الشمسية الوحيدة في المدينة تواصل تشغيلها خلال ساعات النهار فقط، ولا تُسهم في تغطية الطلب الليلي، ما يجعل استمرار خدمة الكهرباء في عدن مرهونًا بشكل كامل بتوفير الوقود بشكل عاجل.

وفي نداء استغاثة، ناشدت المؤسسة العامة لكهرباء عدن مجلس القيادة الرئاسي ورئاسة مجلس الوزراء بالتدخل الفوري لتوفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات، مشددة على أن نفاد المخزون الحالي سيؤدي إلى توقف تام للخدمة، ما سينعكس سلبًا على حياة المواطنين، والخدمات الأساسية، والأنشطة الاقتصادية والصحية في المدينة.

ويأتي هذا التحذير في ظل أزمة مزمنة تعاني منها المؤسسة منذ أشهر، نتيجة شحّ مواردها المالية وعدم انتظام توريدات الوقود، ما دفعها مرارًا إلى تقليص ساعات التغذية الكهربائية، وصولًا إلى هذا التهديد بانقطاع كلي قد يُعيد عدن إلى مشهد “الظلام الدامس” الذي عاشته في فترات سابقة من الأزمة اليمنية.

وتخشى مصادر مطلعة من أن يؤدي هذا الانقطاع – في حال حدوثه – إلى تأثيرات كارثية على المستشفيات، ومحطات ضخ المياه، والاتصالات، فضلًا عن تأثيره المباشر على حياة المواطنين اليومية في ظل درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة في هذا الوقت من العام.

ويطالب سكان عدن الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه هذه الأزمة، مشددين على ضرورة إيجاد حلول جذرية وليست مؤقتة، لضمان استمرارية خدمة أساسية كالكهرباء، التي باتت ركيزة حيوية لاستقرار الحياة في العاصمة المؤقتة.