عاجل / بيان من البحسني : حضرموت أكبر منكم جميعًا… وهذه معركة خاسرة سلفًا


نداء من اللواء الركن فرج سالمين البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي

إلى أبناء حضرموت، ومسؤوليها، وقادتها، وعلمائها، ومقادمتها، ورجال قبائلها

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أبناء حضرموت…

إن محافظتنا اليوم تمرّ بمرحلة هي الأخطر منذ عقود، مرحلة لا تقبل العبث، ولا تحتمل التصعيد، ولا تغفر لمن يضع مصالحه فوق مصلحة حضرموت وأهلها. ولهذا أتحدث إليكم بوضوح لا لبس فيه، وبحزم يفرضه الظرف، وبمسؤولية لا يمكن التهاون فيها.

حضرموت تُساق الآن نحو انقسامات لا تخدم إلا أعداءها، ويُراد لها أن تدخل في صراع داخلي يشتت صفها ويضرب أمنها واستقرارها. ولهذا أقول للجميع دون استثناء: اتقوا الله في حضرموت، وكفّوا عن كل ما يشعل الفتن، سواء كان تصعيدًا إعلاميًا أو خطابات مستفزة أو محاولات لجرّ الناس إلى معارك لا رابح فيها. من يظن أن زيادة التوتر ستخدم قضيته فهو واهم، بل هو يفتح الباب واسعًا أمام الفوضى، والفوضى إذا دخلت حضرموت فلن يسلم منها أحد.

وأؤكد هنا بلهجة صريحة أن حقوق حضرموت لن تُنتزع بالتناحر ولن تتحقق لمن يتعامل معها كغنيمة أو ورقة ضغط. هذه الحقوق لا تأتي إلا عندما تتوحد الكلمة وتصدق النوايا ويترك الناس الأنانية والمصالح الضيقة. حضرموت أكبر من الأسماء، وأكبر من المناصب، وأكبر من كل من يظن أنه قادر على أخذها رهينة لصراعاته. ومن يحاول جرّ حضرموت إلى معارك جانبية، أو يحوّلها لساحة نفوذ وتنافس، فإنه يضع نفسه في مواجهة إرادة أهلها، وهذه معركة خاسرة سلفًا.

إنني أدعو العلماء، والمقادمة، والمناصب، ووجهاء القبائل، والمسؤولين، وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية إلى تحمّل المسؤولية فورًا. الساكت في هذه الظروف ليس محايدًا… الساكت شريك في صناعة الأزمة، وشاهد على فتنة تتوسع كل يوم. حضرموت تحتاج صوت العقل، لا صمت المتفرجين، وتحتاج موقف الرجال، لا بيانات باردة لا تُقدّم ولا تؤخّر.

وإنني أقولها بوضوح: الحوار هو الطريق الوحيد الذي يحفظ حضرموت. أما لغة التجييش، واستعراض القوة، والتحشيد الإعلامي، فهذه لن تورث إلا مزيدًا من الانقسام والخسارة. حضرموت يجب أن تبقى بعيدة عن صراع المحاور والولاءات الضيقة، فهذه المحافظة ليست ساحة لتجارب أحد، ولن تكون ورقة بيد أي طرف يريد توظيفها حسب أهوائه.

إن التزامنا بقضية حضرموت التزامٌ ثابت لا يتزعزع، وهي في مقدمة أولوياتنا، ولن نتراجع عنها، وما لم يتحقق اليوم سنستمر في المطالبة به غدًا وبعد غد، فلا يضيع حق وراءه رجال يطالبون به بكل ثبات وإصرار. ولكن تحقيق هذه المطالب يحتاج إلى صف واحد، لا صفوفًا متناحرة، وإلى كلمة موحدة، لا شتاتًا يضعف كل جهد.

وأذكّر الجميع بأن المتغيرات الإقليمية، وما تمر به بلادنا من صراع حاد بسبب الانقلاب الحوثي وتداعياته، تفرض علينا أن نكون أكثر وعيًا وحذرًا. حضرموت يجب أن تُحصّن نفسها، وأن تحمي أمنها واستقرارها، وأن تبتعد عن أي منزلق قد يدفعها نحو المجهول. ومن يغامر بأمن حضرموت أو يستغل الأوضاع لخلق مواجهة داخلية، فهو يتحمل تبعات ما يفعل أمام الله وأمام الناس وأمام التاريخ.

وفي الختام…

إنني أقولها بلا تردد: حضرموت لن تُحمى إلا بأهلها، ولن تُبنى إلا بوحدة رجالها، ولن تنهض إلا عندما يتوقف العبث وتتوقف الأنانيات وتعلو مصلحة حضرموت فوق الجميع.

ومن يختار طريق الشقاق اليوم… سيجده طريقًا معزولًا غدًا.

ومن يحاول جرّ حضرموت للفتنة… فلن ينجح، لأن حضرموت أكبر من كل محاولاته.

والله ولي التوفيق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن تايم , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن تايم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى