أثار اعتداء وحشي تعرّضت له شابة مغربية تبلغ من العمر 25 عامًا، على يد طليقها، مستخدمًا سلاحًا أبيض، موجة غضب واستنكار عارمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، وسط تساؤلات حادة بشأن فعالية القوانين المعنية بحماية النساء من العنف الأسري.

الضحية، وتُدعى “إيمان”، ظهرت في مقطع مرئي انتشر على نطاق واسع، تروي فيه تفاصيل مأساتها مع المعتدي، وقد بدت على وجهها آثار جروح عميقة وندوب خطيرة يُخشى أن تخلّف تشوهًا دائمًا.

وقد أثار الفيديو تفاعلًا كبيرًا من قبل الرأي العام والهيئات الحقوقية، التي طالبت بتفعيل القوانين الرادعة وتوفير الحماية الفعلية للنساء المعنّفات.

وروت الضحية في شهادتها الصادمة عبر المقطع المرئي أن علاقتها بزوجها بدأت باعتداء جنسي أدى إلى حمل، ثم تلاه زواج بعد أن وعدها الجاني بالاعتراف بالطفل، بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه، تنازلت عنها بعد وعده الزواج، غير أن الحياة الزوجية سرعان ما تحوّلت إلى جحيم، إذ استمر الزوج في تعنيفها بشكل متكرر، بسبب تعاطيه للمواد المخدرة، ما دفعها لاحقًا إلى اللجوء للقضاء وطلب الطلاق.

وبعد حصولها على حكم بالطلاق، فوجئت “إيمان” بعد خروجها من مركز الشرطة، فقد كانت قد حررت محضرًا جديدًا ضد طليقها، تتهمه بالتعرض لها، إلا أنه اعتدى عليها في الشارع وأمام والدتها المسنّة، مسلحًا بسكين، ما أدى إلى إصابات بالغة في وجهها، استدعت تدخلًا جراحيًا أوليًا، مع احتمال خضوعها لعمليات تجميلية لاحقة.

ووفق وسائل إعلام محلية، تمكّنت السلطات الأمنية بمدينة تازة من توقيف الجاني خلال ساعات من وقوع الحادث، وفتحت النيابة العامة المختصة تحقيقًا قضائيًا عاجلًا للكشف عن ملابسات الجريمة ودوافعها.

وأعلنت عدة هيئات حقوقية تضامنها مع الضحية، داعية إلى التكفّل بعلاجها نفسيًا وبدنيًا، ومطالبة في الوقت ذاته بإنزال أقسى العقوبات بحق الجاني، ردعًا له ولمن تسوّل له نفسه ممارسة العنف ضد النساء.