صوت الجنوب في واشنطن.. استجابة إنسانية عادلة لا تعرف التهميش

رأي المشهد العربي

في إطار فعاليات “أيام مناصرة شعب الجنوب” التي نظّمتها الجاليات الجنوبية في عدد من المدن الأمريكية وعلى رأسها العاصمة واشنطن، برزت قضية الاستجابة الإنسانية في الجنوب العربي كأحد المحاور المحورية التي حملها ممثلو الجاليات إلى صُنّاع القرار في الكونغرس والإدارة الأمريكية.

الوفود الجنوبية تؤكد أنَّ الجنوب اليوم يرزح تحت وطأة أزمة إنسانية خانقة، تتفاقم بفعل موجات النزوح الكبيرة، وشح المساعدات، وغياب التمويل الكافي للبرامج الإغاثية طويلة الأمد.

الفعالية تسلط الضوء على أن الجنوب، رغم أنه يشكل ملاذًا للآلاف من النازحين الفارين من جبهات الصراع في مناطق اليمن، خاصة تلك الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، لا يحظى بما يكفي من الدعم الإنساني العادل، مقارنة بحجم الضغط السكاني والبنية التحتية المحدودة.

المتحدثون في الفعالية يؤكدون أن محافظات الجنوب تحتضن مئات الآلاف من النازحين، في ظروف معيشية صعبة، ما يفرض تحديات إضافية على المجتمعات المضيفة التي تعاني أصلاً من تراجع الخدمات الأساسية، وارتفاع نسب البطالة والفقر.

وخلال لقاءات الوفود الجنوبية مع أعضاء من الكونغرس ومسؤولين في وكالات أمريكية ومنظمات دولية، تُطرح مطالب واضحة بضرورة إعادة النظر في آلية توزيع المساعدات الإنسانية، وضمان شمول الجنوب ببرامج إغاثية مستدامة، تستجيب للحاجات الفعلية على الأرض، بعيدًا عن التسييس أو التوزيع غير المتوازن الذي يخضع لمراكز نفوذ بعينها في الشمال.

ويؤكد المشاركون في الفعالية أن تصنيف مليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، وهو قرار مرحّب به جنوبًا، يجب ألا يتحول إلى عائق في وجه تدفق المساعدات الإنسانية، لا سيما في المناطق الخارجة عن سيطرتهم، وفي مقدمتها الجنوب.

كما تتم المطالبة بضرورة الضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لوضع آلية “استثناءات إنسانية ذكية” تضمن استمرار تدفق المساعدات إلى السكان المحتاجين دون أن تقع في أيدي الجماعة المصنفة إرهابية.

وتشدد الجاليات الجنوبية على أهمية الانتقال من الاستجابة الطارئة إلى دعم خطط الإغاثة والتنمية طويلة الأجل، بما في ذلك تمويل مشاريع البنية التحتية الصحية والتعليمية، وبرامج تمكين المجتمعات، وتوفير فرص العمل، خصوصًا في المناطق التي تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين.

يُضاف إلى ذلك الإشارة إلى استمرار الاعتماد على مساعدات قصيرة الأجل يخلق حالة من الهشاشة المزمنة، ويعيق تعافي الجنوب وبناء قدراته الذاتية.

ويحذر ممثلو الجنوب من أنّ استمرار تجاهل الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة في الجنوب قد يُنتج بيئة خصبة لعدم الاستقرار، ويفتح الباب أمام قوى التطرف لملء الفراغ في ظل تراجع مؤشرات التنمية.

ومن هذا المنطلق، يدعو الجنوبيون، الشركاء الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، إلى تبني خطة دعم إنساني شاملة للجنوب، تأخذ بعين الاعتبار الواقع السكاني والاحتياجات التنموية، وتُترجم إلى التزامات ملموسة على مستوى التمويل والتنفيذ.

وتجدد الجاليات الجنوبية التزامها بنقل صوت معاناة المواطنين، والدفاع عن حقوقهم في الحياة الكريمة، مؤكدة أن قضية الجنوب لا تنفصل عن البعد الإنساني، وأن دعم الاستقرار يبدأ من تمكين الناس في حياتهم اليومية، وتحريرهم من عبء الجوع والتشرد، تمهيدًا لبناء مستقبل يليق بتضحياتهم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد العربي , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى