صنع الله إبراهيم.. “المشاكس” الذي خسر الأضواء وكسب القلوب

برحيل الأديب المصري البارز صنع الله إبراهيم، اليوم الأربعاء عن 88 عامًا، يُكتب الفصل الأخير في مسيرة واحد من رموز جيل الرواد في الرواية العربية، والذي خلّف وراءه عشرات الأعمال التي حملت سمات الحداثة والتجديد.

ولكن المفارقة الأبرز في مسيرته تكمن في الطابع “المشاكس والصدامي” لرواياته، التي حملت نقدًا لاذعًا لبعض الأوضاع القديمة في العالم العربي، وتحديدًا في الفترة من حقبة الستينيات وحتى بداية الألفية الجديدة.

هاجم صنع الله المناخ الذي ساد أحيانًا في تلك الحقبة السابقة من تهميش للمواطن البسيط وتوسع للفقر وتراجع للطبقة الوسطى التي تعد “رمانة الميزان” في كل مجتمع، فضلاً عما اعتبره “هيمنة الشعارات الجوفاء وتغييب الوعي من خلال بعض أجهزة الإعلام”.

وامتد هجومه الروائي الإبداعي ليشمل المجتمع كذلك من خلال تناول ظواهر مرفوضة مثل هوس فئات معينة بالمال والتحدث باللغة الأجنبية كنوع من “الصعود الطبقي”، وكذلك استشراء النزعة الاستهلاكية، واستفحال “عقدة الخواجة” وما تتضمنه من ولع بتقليد الغرب في القشور وتوافه الأمور فقط.

وهذا التوجه النقدي الصدامي لم يقتصر على أدبه المكتوب، بل امتد إلى تصريحاته التي جلبت عليه، برأي كثيرين، المتاعب، ولو بشكل غير مباشر، فانحسرت عنه الأضواء أحيانًا، وفاته التكريم في غير مناسبة، ولم تحتف به المهرجانات الأدبية الكبرى بالشكل الأمثل، كما أنه لم ينل ما يستحقه من جوائز.

في المقابل، حصد إبراهيم محبة غامرة سكنت قلوب القراء والأدباء على حد سواء، ومن جميع الأجيال، وتحققت له مصداقية كبرى، وأصبحت شقته البسيطة المتواضعة بحي “مصر الجديدة” بمثابة صومعة لراهب أخلص لقول ما يراه حقًا بصدق وشجاعة.

ولد صنع الله إبراهيم العام 1937 بالقاهرة، حيث كان والده مثقفًا يمتلك مكتبة كبرى تذخر بروائع المؤلفات؛ ما جعل وعيه يتفتح مبكرًا وسط بيئة محفزة على الإبداع والتفكير النقدي.

قادته ميوله اليسارية واهتماماته السياسية إلى الاعتقال بسجن “الواحات” العام 1959 حتى 1964، وهي التجربة التي تأثر بها كثيرًا وظهرت لاحقًا في كتاب بعنوان “يوميات الواحات”.

سافر إلى ألمانيا الشرقية للعمل محررًا صحفيًا بإحدى وكالات الأنباء هناك، كما قضى 3 سنوات في موسكو وهو يدرس الإخراج السينمائي، لكنه استقر في القاهرة بداية من 1974 حيث تفرغ تمامًا للكتابة والإنتاج الأدبي.

اتسمت لغته بالطابع المبسط للغاية، البعيد تمامًا عن المحسنات البديعية أو الزخارف البلاغية، مع التوثيق الأرشيفي، لاسيما من خلال الاستعانة بقصاصات الصحف ودمجها ضمن بنية النص الأدبي.

من أبرز أعماله: “اللجنة”، “ذات”، “الجليد”، “نجمة أغسطس”، “بيروت بيروت”، “النيل مآسي”، “وردة”، “العمامة والقبعة”، “أمريكانلي”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى