صمت لافت في منابر عدن.. كارثة احتراق باص العرقوب تغيب عن خطب الجمعة وسط استنكار واسع

أثارت كارثة احتراق باص النقل الجماعي في منطقة العرقوب بمحافظة أبين، والتي راح ضحيتها 17 شخصًا وأصيب آخرون، جدلًا واسعًا واستياءً شعبيًا في مدينة عدن، بعد أن غابت تمامًا عن خطب الجمعة في معظم مساجد المدينة، في خطوة وُصفت بأنها “صمت مخيف” و”غياب غير مبرر”.

وبحسب شهادات عدة مصلين تحدثوا لوسائل الإعلام المحلية، فإنهم كانوا يتوقعون أن تتناول خطب الجمعة المأساة الوطنية التي هزت الوجدان اليمني، مقدمةً العزاء لأسر الضحايا، ومطالبة السلطات المعنية بتحقيق عاجل وشامل في ملابسات الحادث، وداعيةً إلى التكاتف والوحدة في وجه المصائب.

وأكد أحد المصلين، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، “جئت إلى المسجد اليوم وأنا أتمنى أن أسمع كلمة عزاء أو دعاء لأرواح الشهداء، أو حتى وقفة معاناة من منبر المسجد، لكن الخطيب تحدث في أمور عامة وبعيدة عن واقعنا الأليم، مما زادني حيرة وخيبة أمل”.

ويُعد هذا الغياب اللافت للكارثة من على المنابر، حدثًا غير مسبوق بالنسبة للكثيرين، خاصة وأن خطب الجمعة تاريخيًا كانت منبرًا أساسيًا للتعبير عن هموم المجتمع ومواساته في مصائبه، وتسليط الضوء على القضايا المصيرية التي تمر بها البلاد.

ويرى مراقبون أن هذا الصمت قد يفسر بعدة أوجه، منها رغبة في تجنب الخوض في قضايا قد تعتبر “حساسة” سياسيًا أو أمنيًا في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة، أو ربما يعكس فجوة بين الخطاب الديني الرسمي والهموم اليومية للمواطن العادي الذي يعاني انعدام الأمان وتفشي الكوارث.

يُذكر أن حادث احتراق البص المأساوي وقع الأسبوع الماضي، عندما اشتعلت النيران فجأة في باص كان يقل عشرات الركاب على طريق العرقوب، مما أدى إلى مصرع 17 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 7 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، في حادث أثار صدمة وحزنًا عميقين في أنحاء اليمن.

ويبقى غياب هذا الحدث الجلل عن خطب الجمعة في عدن مثار تساؤلات حقيقية حول دور المؤسسة الدينية في مخاطبة قضايا المجتمع الملحة، فيما تتصاعد الأصوات المطالبة بمساءلة الجهات المعنية وتقديم الدعم الكامل لأسر ضحايا الكارثة، وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المشهد اليمني , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المشهد اليمني ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى