صراحة حادة ونقد لاذع.. هكذا تكلّم صنع الله إبراهيم

لا تقِل تصريحات صنع الله إبراهيم التي أدلى بها عبر مختلف وسائل الإعلام، أهميةً عن أعماله الروائية؛ فالمسافة كانت دائماً صفراً بين ما ينطق به لسانه وما تخطه أنامله عبر عدد من الروائع شكلت أحد أبرز ملامح الرواية العربية عموماً، والسياسية بشكل خاص. 

 سُئل صنع الله كثيراً عن تقييمه لتجربة الزعيم جمال عبد الناصر حيث سُجن عام 1959 وخرج 1964 بينما صدرت روايته الأولى “تلك الرائحة” 1966، فقال: “ناصر ابن مرحلته التاريخية، زعيم  يحب أن يكون على رأس الأشياء، دخل معركة ملهمة مع الاستعمار أنهت عصرًا وافتتحت عصرًا جديدًا، لكنه في الوقت نفسه، قطع الطريق على الحركة اليسارية”. 

ويضيف أن اليساريين كانوا يسألون أنفسهم حين خرجوا من السجون: ماذا يريدون؟ فكل ما كانوا يحلمون به حققه ناصر، فضلاً عن أشياء لم تخطر ببالهم أصلاً، مثل تأميم بنك مصر، لقد كانت حدود الحركة الوطنية والتحرر من الاستعمار هى أقصى ما يعني لهم.

 صدمة موسكو 

من المفارقات العديدة في حياة صنع الله التي لا يعرف بها الكثيرون حلمه بأن يصبح مخرجاً سينمائياً حيث ذهب بالفعل إلى موسكو من أجل الدراسة الأكاديمية المتخصصة واستقر هناك فترة ليست بالقصيرة قبل أن يعود إلى مصر 1974. 

ويروي صنع الله ملابسات تلك الحقبة قائلاً إنه كان في ألمانيا الشرقية حيث التحق بالعمل بوكالة أنباء صحفية، لكنه سرعان ما ضجر منها وأحس بملل قاتل، فيمّم شطر الاتحاد السوفيتي، وتحديداً موسكو، حيث عاصمة الوطن الاشتراكي، إلا أنه أصيب بخيبة أمل وصدمة قوية في الحزب الشيوعي الحاكم، إذ وجده يتكون من علاقات اجتماعية “واسطة” ومجاملات وشعارات، على نحو يخالف الصورة الوردية التي كان يحلم بها الشباب اليساري حول العالم آنذاك.

 حقيقة التنظيم 

وحول تنظيم “الإخوان”، يؤكد أنه لم يكن يوماً وطنياً أو صاحب رسالة تجاه مجتمعه، وإنما كل ما يهمه أوامر قادته لاسيما التنظيم الدولي للجماعة، مشيراً إلى أن “الإخوان” هم أول من أدخلوا العنف إلى الحياة السياسية المصرية عبر تورطهم في عدد من عمليات الاغتيال التي طالت شخصيات كبرى.

ويضرب صنع الله مثلاً بـ”القاضي أحمد الخازندار” الذي تم اغتياله، على يد تلك العصابة المختبئة خلف ستار الدين في عام 1948، وكذلك اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، فضلاً عن محاولة اغتيال جمال عبدالناصر أكثر من مرة منها ما جرى 1965 بزرع متفجرات تستهدفه على طول الطريق.

عن المرأة والحب 

ويتطرق صنع الله إبراهيم إلى العلاقة مع الجنس الآخر وكيف يرى حواء والفارق في نظره بين الجنس والحب، فيقول إن الفصل التعسفي بين الاثنين الآخرين هو أحد ظواهر مشكلاتنا العاطفية والاجتماعية والنفسية. وهو يرى أن مجرد تقديم وردة من الزوج لزوجته فهذا تصرف جنسي أيضاً، بمعنى أنه يتضمن حباً وغراماً وولعاً، وهذا بالضبط جوهر الفعل الحسي الحميم في العلاقة.

ويرفض كذلك النظر إلى حواء باعتبارها لغزاً يستعصي على الفهم، فهي بالأخير كائن إنساني تستطيع أن تفهمه جيداً من خلال الاقتراب منه وملاحظته وإدراكه ثقافياً.

كما يرفض مقولة “الأدب النسائي” أو “الأدب الرجالي”، مؤكداً في النهاية أن الفن هو الفن بصرف النظر عن نوع أو جنس المؤلف. وهذا لا يمنع بالطبع أن هناك مشاعر أو تجارب خاصة، تكون المرأة أقدر على فهمها والتعبير عنها مثل تجربة الولادة.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى