صدام محتمل.. الخاسر الأكبر من تعاقد الاتحاد السعودي مع كونسيساو

بعد فترة من التخبط الفني والانهيار في النتائج، وجدت إدارة نادي الاتحاد السعودي أخيرًا ضالتها في المدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، الرجل المعروف بشخصيته الفولاذية وقدرته على بناء فرق مقاتلة.
على الورق، يبدو كونسيساو هو “الدواء” المثالي لفريق افتقر إلى الروح والانضباط تحت قيادة سلفه لوران بلان. لكن في كواليس كرة القدم، غالبًا ما يكون الحل لمشكلة هو بداية لمشكلة أكبر.
بوصول كونسيساو، لن يأتي مدرب جديد فحسب، بل أتت شخصية طاغية ستصطدم حتمًا مع “الملك” الآخر المتوج داخل غرفة ملابس “العميد”: القائد كريم بنزيما.
هذا الصدام المحتمل يطرح سؤالاً مرعبًا: من سيكون الخاسر الأكبر في هذه المعركة؟ الإجابة قد تكون نادي الاتحاد نفسه.
“الديكتاتور”.. مدرب لا يعرف إلا كلمته
لفهم حجم الصدام القادم، يجب أن نعرف من هو سيرجيو كونسيساو. الرجل ليس مجرد مدرب، بل هو قائد عسكري في الملعب. مسيرته مع بورتو أثبتت أنه “ديكتاتور” تكتيكي بالمعنى الإيجابي للكلمة؛ يفرض نظامًا صارمًا، يطالب بمجهود بدني يصل إلى 110%، ولا يتسامح مطلقًا مع أي نجم يرى نفسه أكبر من الفريق.
كلمته هي القانون، وفلسفته هي الدستور. لقد بنى أمجاده على هذه الشخصية النارية التي لا تخشى الصدام، وهو ما يحتاجه الاتحاد ظاهريًا لإعادة الانضباط. لكن هذه الشخصية نفسها هي قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار.
بنزيما.. “القائد الفعلي” وصانع القرار
على الجانب الآخر، لم يأتِ كريم بنزيما إلى الاتحاد ليكون مجرد لاعب. منذ اليوم الأول، تم تنصيبه “قائدًا فعليًا” للمشروع بأكمله. تأثيره لا يقتصر على تسجيل الأهداف، بل يمتد إلى القرارات الكبرى داخل النادي.
رحيل لوران بلان، الذي كان بنزيما أكبر داعميه في البداية ثم فقد الثقة فيه، أثبت أن كلمة بنزيما ورضاه هما مفتاح الاستقرار في النادي. لقد اعتاد بنزيما على أن يكون “مركز الكون” في الاتحاد، وهو وضع لن يتنازل عنه بسهولة، خاصة بعد أن أثبت أن لديه القدرة على التأثير في مصير المدربين.

ماذا سيحدث عندما يصطدم “الديكتاتور” بـ”الملك”؟
هنا تكمن المعضلة. كونسيساو سيطالب بنزيما بواجبات دفاعية شاقة وبانضباط تكتيكي صارم قد يحد من حريته في الملعب، وهي الحرية التي هي أساس إبداعه.
كونسيساو لن يقبل بوجود “سلطة” أخرى في غرفة الملابس غير سلطته. في المقابل، بنزيما، القادم من تجربة كان فيها هو القائد المطلق، لن يقبل بأن يعامل كجندي في كتيبة المدرب.
الصدام ليس مجرد احتمال، بل هو شبه حتمي. فإما أن يتنازل أحدهما، وهذا مستبعد نظرًا لشخصيتهما، أو أن تدخل الأمور في “حرب أهلية” خفية ستدمر الفريق من الداخل.
بيت القصيد
في سعيها لحل أزمة “المدرب ضعيف الشخصية”، قامت إدارة الاتحاد باستقدام مدرب بشخصية “أقوى من اللازم”، ووضعته في مواجهة مباشرة مع “اللاعب الأقوى” في تاريخ النادي. إنها مقامرة خطيرة. فإذا نجح الثنائي في إيجاد صيغة للتعايش والاحترام المتبادل، قد يتحول الاتحاد إلى قوة كاسحة لا يمكن إيقافها.
أما إذا انفجرت “القنبلة الموقوتة”، فإن الخاسر الأكبر لن يكون كونسيساو الذي سيرحل، ولن يكون بنزيما الذي سيفرض كلمته مرة أخرى، بل سيكون نادي الاتحاد نفسه، الذي سيجد موسمه قد انهار بسبب حرب لم يكن من المفترض أن تبدأ.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.