سوق كشكول في دمشق.. رزق الفقراء على “المعتّرين”

بدأ سوق الجمعة بمنطقة كشكول الواقعة في ريف دمشق، ينافس سوق المدينة الرئيسي الكائن قرب شارع الثورة وسط العاصمة.

فالمكان واسع ويحجز مساحة كبيرة من أوتوستراد المتحلق الجنوبي، الذي يربط غرب المدينة مع بقية الجهات وصولًا إلى أوتوستراد حمص دمشق.

إنه سوق البائعين الفقراء المختصين بجذب الزبائن البسيطين لهذا يستعين البائعون بالمثل الشعبي القائل “لولا تعدد الأذواق.. لبارت البضاعة”.

بدءًا من كومة كتبٍ يعتليها مؤلَّف طه حسين “المعذبون في الأرض”، وصولًا إلى مانيكات البلاستيك المفككة، التي تبدو وكأنها وصلت للتوّ، من معركة طاحنة، يستطيع المرء اكتشاف المستوى الاقتصادي للمواطن السوري الأقل دخلًا في العالم.

ويبدأ السوق من قرب “فرع الدوريات” الأمني، ثم يتجه شرقًا وينعطف باتجاه الشمال، ليصل إلى جسر عين ترما، وسط صراخ هائل، لبائعين متجاورين، لا يسمع أحدهم الآخر!.

يصيح أحدهم “القطعة بـ2000 ليرة” فيهرع الجمهور، دون أن يعرف ماهية البضاعة المعروضة، هل هي وجوه مخدّات مستعملة، أو سراويل جديدة، فيها بعض العيوب من معمل التصنيع؟ أو أنها شراشف لفرشات سرائر، لا يملكها “المعتّر” أصلاً؟.

أحد البائعين المسنين، عرض علينا مذياعًا قديمًا، بـ30 ألف ليرة، مؤكدًا أنه قادر على التقاط، تفاصيل هزيمة 1967، إضافة إلى خطابات عبد الناصر، ومجريات حرب تشرين، لكنه يضحك ويقول إنه يذكر ذلك على سبيل الدعابة، وإنه لولا ضيق الحال، لما باع هذا الراديو العزيز جدًّا على قلبه!.

ويقف أحد البائعين، ويصر على سرد حكاية سجنه في “صيدنايا”، وفقدانه اثنين من إخوته هناك، ويقول إنه فقد منزله بعد أن استولى عليه سكان آخرون بالقوة.

وعندما نسأله ما إذا كانت هذه البسطة المتواضعة من الخردة، قادرة على سد رمقه في العيش، يقول إنها تنتج مصروفًا ليوم واحد فقط!.

الجميع يريد التحدث بالسياسة، فالسوق متنوع الزبائن والعابرين، فيه المنقبات وبنات السبور، مع الأطفال والشيوخ، والمتسولين، الذين جارت عليهم الدنيا، فجاؤوا لطلب المساعدة من أفقر مكان بالعالم.

يتشاجر الزبائن البسطاء، مع الباعة الفقراء، ويتهمونهم بالتجار الجشعين، فيضحك أصحاب البسطات وهم يشيرون إلى مجموعات الخردة التي يعرضونها على قطع من المشمع المهترئ، المفروش على الأرض، ويقولون “الله يسمع منكم”، فنصبح تجارًا جشعين، يملكون بضاعة أفضل، من هذه التي تثير الشفقة!.

وبدأ سوق كشكول، لبيع الأدوات المستعملة، يتفوق على الأسواق الفارهة والمستعملة الأخرى في المدينة، ورغم أن السوريين يرددون دائمًا المثل الشعبي الشهير “لا تبيعونا الجوز الفارغ”، فإنهم في سوق كشكول، يشترونه برضا، مختصرين العنوان الذي اخترناه لهذا السوق: “رزق الفقراء.. يتكفل به المعترون”.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارم نيوز , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارم نيوز ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى