سمع بـ”شوائب الذهب” فذهب لشراء دقيق لأسرته… “ربيع” جائع آخر تقتله مليشيا الحوثي في حجة

سمع بـ”شوائب الذهب” فذهب لشراء دقيق لأسرته… “ربيع” جائع آخر تقتله مليشيا الحوثي في حجة
في مديرية كُشَر بمحافظة حجة (شمالي غربي اليمن)- حيث الجوع والفقر يتفشيان، وتقتل المليشيا الحوثية اليمني إمّا جوعًا أو برصاص عناصرها- تنهار أحلام الشباب والأطفال الذين يرون أسرهم تقف على حافة الموت دون طعام، بينما يعيش قادة المليشيا في ترفٍ على حساب جوعى المنطقة.
في حجة، لم يعد البحث عن لقمة العيش مجرد تحدٍّ يومي، بل أصبح صراعًا مريرًا بين الجوع الذي ينخر الأجساد، ورصاص مليشيا الموت التي لا ترحم.
في ليلة الأربعاء، 13 أغسطس 2025، خرج الطفل ربيع علي هادي صوبي الدريني، البالغ من العمر ستة عشر عامًا، باحثًا عن بصيص أمل لتأمين ما يمكنه سد رمق أسرته من الجوع. ترك “ربيع” منزله في منطقة حُجور، تاركًا خلفه عائلة أنهكها الحصار والإتاوات التي تفرضها المليشيا، متجهًا نحو ما سمع عنه من “شوائب الذهب”، على أمل أن يبيعها ويشتري بها بعض الدقيق لأسرته.
يقول محمد السعيدي، رئيس رابطة ضحايا حجور، في حديث لـ”وكالة 2 ديسمبر”: “كان ربيع واحدًا من آلاف الشباب الذين دفعتهم سياسات مليشيا الحوثي إلى حافة الهاوية. أصبحوا يخاطرون بحياتهم بحثًا عن أي فرصة للحصول على قوت يومهم، بعد أن أغلقت المليشيا المنافذ وأعاقت سبل العيش، وجعلت من الزراعة والعمل ضربًا من المُحال”.
بصحبة اثنين من رفاقه، توجه “ربيع” إلى أحد الجبال القريبة من قرية بني الدريني في منطقة العبِّيسة شمالي مديرية كُشَر، على أمل العودة ببعض ما يُسكت صرخات الجوع في منزله.
“لم يكن ربيع يبحث عن ثروة، بل كان يُلاحق فُتات الذهب الذي يُستخرج من الصخور بطرق بدائية، ليبيعه ويشتري به دقيقًا لأسرته”، يضيف السعيدي.
لكن لحظة البحث عن الحياة تحولت إلى لحظة مأساوية؛ إذ أطلقت مجموعة من عناصر المليشيا الحوثية، الذين يُطلقون على أنفسهم “الأمنيين”، وابلًا من الرصاص على الشباب الثلاثة العُزّل.. حاولوا الاحتماء خلف الصخور، إلا أن رصاص الغدر وجدت طريقها إلى جسد “ربيع”، لتُنهي حياته وتُطفئ شمعة أمل بالكاد كانت تقاوم عواصف المعيشة القاسية؛ بينما نجا رفيقاه بأعجوبة ليشهدوا النهاية المأساوية لصديقهم.
كانت أسرة “ربيع” تنتظر عودته محملًا بالقليل من الدقيق، ولم يدُر في خَلَدها أنه سيعود جثة هامدة برصاص مليشيا اعتادت قتل اليمنيين وإذلالهم.
قصة “ربيع” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، في ظل ما يعيشه المواطن في اليمن عامة وفي حجة على وجه الخصوص، من ظلم وانتهاكات مستمرة ترتكبها مليشيا الحوثي بحق المدنيين.
قبل شهرين فقط، قال السعيدي لـ”وكالة 2 ديسمبر”: انهار جبل في منطقة قريبة على سبعة أشخاص كانوا يبحثون أيضًا عن “شوائب الذهب”، ليُقضوا جميعًا نحبهم. واليوم يُضاف إليهم “ربيع”.
هكذا أصبح الموت النهاية الحتمية لمن يبحث عن الحياة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، ومن يحالفه الحظ وينجو من مخاطر الجوع، لا ينجو من رصاصها الذي يتربص بكل كادح يحاول النجاة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة 2 ديسمبر , ولا يعبر عن وجهة نظر حضرموت نت وانما تم نقله بمحتواه كما هو من 2 ديسمبر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة على المصدر السابق ذكرة.